فتيلتها طويلة!
كانت العروس أيام زمان تنقل جهازها إلى بيتها الجديد في صندوق خشبي مطعم يتضمن ثيابها ولوازمها الخاصة من القبقاب وطاسة الرعبة وغيرها في مجموعة يسميها البيارتة :الصمد”. أما الثياب الداخلية فكانت توضع في بقجة صغيرة مصنوعة من الحرير كانت تسمى “الشبوبة” في أغلب المناطق اللبنانية.
وبما أن العروس كانت تصل إلى بيت زوجها عادة في المساء، كانت مهمة إشعال القنديل منوطة بها مراعاة للتقاليد التي كانت متبعة، فتنزع الفتيل القديم وتضع مكانه فتيلا جديداً أحضرته معها، وتشعل الفتيل بنفسها إيذاناً ببدء نور عهد جديد لحياة مشرقة بالأمل.
وكانت العادة أنه يجب على العريس أن ينتظر حتى احتراق الفتيل بالكامل قبل الاقتراب من عروسه، وكان “ضيق خلق” العريس وتعصيبه ونفاذ صبره يتناسب مع طول فتيل عروسه. ولذلك كان يقال عن المرأة التي يكثر كلامها وتحب المماحكة والجدال: “فتيلتها طويلة”، ثم صارت العبارة تطلق على كل من به هذه الصفات حتى من الذكور، فيقال: “العمى بقلبو شو فتيلتو طويلة”.
________
*مؤسس ورئيس جمعية تراثنا بيروت