أذكر في أوائل السبعينات، أثناء نزولنا إلى الأسواق القديمة، كنا نلتقي بائع طيور في الأقفاص تحت هذه القناطر الظاهرة في الصورة. حمام… دواري… وطيور ملونة مغردة، وكان بعض الناس يتوقفون لشراء طيور للزينة، أو للأقتناء. ولكن كنت أرى أيضاً بعض الناس يشترون طيوراً ثم يطلقونها ترفرف وتحلق في الفضاء. سالت يوماً عن السبب فعرفت أن هؤلاء يقصدون التصدق بشراء وإطلاق هذه الطيور ابتغاء كسب حسنة ليوفقهم الله في مساعيهم، أو وفاءً لنذر معين، أو ابتهاجاً بنجاح.
أعجبني التفسير، وعندما تقدمت لامتحان دار المعلمين نذرت أن أطلق بعض الطيور إن نجحت. وفي أيلول العام 1972 كنت عائدة من دار المعلمين في الأشرفية وأنا أكاد أطير فرحاً بنجاحي في امتحان الدخول، وعندما مررت أمام البائع اشتريت ثلاثة عصافير دواري وأطلقتها في الجو. أما لماذا الدواري فلأنها كانت الأرخص وثمنها يناسب ما في يدي في ذلك الوقت. المهم نجحت ووفيت النذر…
________
*مربية وشاعرة. صديقة جمعية تراثنا بيروت