تُصدر “المدينة الجامعية العالمية” التابعة لجامعة باريس مجلة دورية تخصص صفحاتها لكتّاب ومفكرين وأصحاب وجهات نظر, للتعريف بخصائص و ثقاقات الدول التي ينتمي اليها طلابها. وفي عدد كانون الثاني \ يناير من عام 1968, خصّصت المجلة اكثر من ثلاثين صفحة لتقرير يحمل عنوان “لبنان: ارض الالهام”,كتبه “اندريه بورين” وتضمّن معلومات وافرة وصوراً كثيرة عن السياحة و الاقتصاد والصناعة والمشاريع الضخمة التي تعمّ ارجائه وخاصة في مجالي الماء و الكهرباء.
نستقطع من التقرير ما ذكرته المجلة عن مدينتنا بيروت في اطار الدعاية السياحية وجاء فيها:
“بيروت هي مدينة مليئة بالإثارة, و مهداة الى البحر. وليس من المستغرب أن ميناءها, الواقع عند تقاطع طرق الشرق والغرب, هو أحد أكثر الموانئ ازدحامًا في حوض البحر الأبيض المتوسط.
تهيمن الأبنية الشاهقة على كورنيش شوران, وهي تتعالى بصورها الظليّة الحديثة نحو السماء, تشهد بعددها وجمالها على الصعود المذهل للعاصمة اللبنانية.
الشواطئ الرملية الطويلة القريبة, تتيح للسائحين الاستمتاع الكامل بحرارة الشمس ودفء المياه, بينما في المدينة وخاصة حول خليج سان جورج, تشهد الفنادق الفاخرة ذات المستوى العالمي على أن بيروت هي واحدة من مفترقات طرق العالم.
في بيروت, تجذب السائح عدة مناحي. وبعد زيارة الأسواق, حيث تنتظره آلاف المغريات, يجب عليه الذهاب إلى الجامع الكبير, أحد المعالم الأثرية الأكثر روعة في المدينة.
في المتحف الوطني يمكنك الاستمتاع بمشاهدة اللوحات والنقوش البارزة والتماثيل والفسيفساء والمجوهرات والتماثيل, بالإضافة إلى العديد من الأشياء الثمينة التي عُثر عليها في الحفريات التي أجريت في أماكن مختلفة في لبنان, وقبل كل شيء مجموعة رائعة من النووايس, بما في ذلك ناووس احيرام ، ملك بيبلوس والمعاصر للفرعون المصري رمسيس الثاني.
يمكنك استئجار زورق في ميناء ميناء الحصن الصغير لرؤية كهوف الروشة عن قرب, والتي يُمكن رؤيتها أيضاً من حافة الصخور على بعد مسافة قصيرة من الشاطىء.
عشاق الرياضة لن يتوانوا عن تخصيص بضع ساعات لملعب المدينة الرياضية, أما بالنسبة لهواة المشي , فبعد ساعات النهار الحارّة, يمكنهم المشي تحت أشجار جادة الافرنسيين التي تمتد على طول الساحل, وتتكسر الأمواج على حافاتها من جهة, وعلى الجهة الأخرى, فهناك مبانٍ جديدة ومتاجر ومطاعم راقية.
________
*باحث/ عضو جمعية تراثنا بيروت