كانت ساحة البرج في وسط بيروت ، محل لإجتماع أهل المدينة والقادمين إليها والأجانب ، وفي العام 1897 ، تم تنسيق الحديقة العامة في ساحة البرج ، وترتيبها وتزيينها بالمصابيح ، وذلك نتيجة جهود رئيس بلدية بيروت حينها فخري بك ، الذي أنفق من ماله الخاص ، دون إغفال التبرعات التي قدمها وجهاء وتجار بيروت .
تم تدشين الحديقة في يوم الخميس 8 أيار من العام 1884 ، بحضور والي سوريا أحمد حمدي باشا وواصا باشا متصرف جبل لبنان ، ورئيس بدلدية بيروت الحاج محي الدين حمادة ، وأمراء العسكرية ووجهاء المدينة ، وقناصل الدول الأجنبية ، وحشد كبير من المواطنين ، وقد تم إطلاق إسم “الحميدية” تكريما” للسلطان عبد الحميد الثاني على الحديقة .
تحولت الحديقة الى منتزه ، على غرار المنتزهات الأوروبية ، وكانت تستخدم للإحتفالات الرسمية ، وكان لها أربع مداخل ، وكان يدخل إليها من الباب الغربي ، فيما كان الباب الجنوبي مخصصا” للخروج ، وكانت تحتوي على نافورتا مياه .
بعد إنقلاب العام 1909 الذي قام به الإتحاديون ، جرى إستبدال إسم الحديقة ليصبح حديقة ” الحرية” ، وفي العام 1911 ، تم بناء أكواخ صغيرة على حافة حاجز الحديقة ، وتم بناء حوانيت متسعة بالحجر والكلس في العام 1913 ، لتصبح الحديقة كأنها ضمن سور من المخازن والدكاكين .
بتاريخ 12 أذار من العام 1914 ،أمر والي بيروت سامي بك بهدم جميع الأبنية التي أقامها مستأجرو حديقة الحرية بداخلها ، وتم الهدم بإشراف بلدية بيروت ، وإستمرت الأبنية الحجرية لحين إنتهاء حكم العثمانيين في العام 1918 ، وفي عهد الإنتداب ، قرر مجلس بلدية بيروت في العام 1923 ، هدم جميع الأبنية القائمة في الحديقة التي أصبحت تعرف بإسم ” حديقة المنشية” .
________
*محامٍ وماجستير في التاريخ، عضو جمعية تراثنا بيروت