ذكريات بيروتية مع مختار رأس بيروت الأستاذ ميشال بخعازي

علي غلاييني*

من يزور مكتب مختار رأس بيروت ميشال بخعازي الواقع في شارع الحمرا قد يتفاجأ بعدد الصور الأبيض والأسود التي تزين جدران مكتبه حتى تخال نفسك بمعرضِ صورٍ يؤرخ لحقبة زمنية جميلة من تاريخ رأس بيروت والجامعة الأمريكية، كذلك أحاديثه عن أبناء المنطقة ومخاتيرها وعن عائلاتها من آل ربيز وآل عيتاني وشهاب وعرمان وشاتيلا وغلاييني والداعوق ومعماري وسواهم الكثير وعن العيش المشترك وقصصهم يرويها لك بفخر واعتزاز.

هنا صورة حديثة لعائلته مع المطران عودة، وهناك صورة قديمة لآل بخعازي تعود للعام ١٩١٠ وصورة عائلة أخواله وأهل زوجته آل ربيز والمختار جرجي نقولا ربيز الذي كان من أوائل المخاتير المعينين عام ١٩٣٣ ومن بعده ابنه المختار كمال جرجي ربيز الذي عين عام ١٩٧٩ خلفاً لوالده، ومن بعدها كانت انتخابات عام ٢٠١٠ والتي أتت بالمختار بخعازي خلفاً لهما وقد تميزت تلك الانتخابات بلائحة تجلت فيها روح العيش المشترك لأبناء رأس بيروت وانتخابهم مستشهدا بمقالة معلقة في صدر مكتبه للمختار السابق محيي الدين شهاب في جريدة النهار والمؤرخة في ٢١ايار٢٠١٠ تتحدث عن نتائج الانتخابات والبعد الوطني للائحة أبناء رأس بيروت.

على الجهة الأخرى من اللوحات المعلقة تجد صورة تجمع المختار عبد الباسط عيتاني(الجد) والمختار جرجي ربيز بالمركز الصحي الاجتماعي بالنقطة الرابعة في رأس بيروت عام ١٩٥٩، وصورة للأطباء الدكتور مصطفى الخالدي والدكتور نقولا ربيز والمعلم جرجس المقدسي وصورة جميلة تجمع الرئيس سامي الصلح مع آل ربيز وعرمان وانصار وصورة لصاحب مطعم “انكل سام” سامي خوري والشيخ منير تقي الدين.

هنا يستوقفك المختار ميشال أمام صورة لجده الياس بخعازي “ابو جرجي” بلباسه البيروتي التقليدي بالقمباز والشروال الأبيض والجاكيت فوقهما متباهياً بجده الذي كان يمتلك ورشة للحدادة العربية ومن ثم الإفرنجية برأس بيروت مضيفاً أن جده علّم المصلحة لكثيرين من أبناء المنطقة الذين عملوا بها وأورثوها لأبنائهم حتى اليوم من حدادي بيروت، كذلك يحدثك عن قصة إعارة جده لشرواله الأبيض للعريس اذا ما كان يوجد فرح لأحد أبناء المنطقة. وصور اخرى كثيرة للجامعة الأميركية ومراحل بنائها وبناء أبوابها ولمؤسس الجامعة دانييل بلس وابنه هاورد يمتطيان الأحصنة على باب الجامعة الأميركية الذي يفتخر بأنها صناعة جده ابو جرجي والذي صنّع الكثير من أبواب وشبابيك الجامعة الأميركية في ذاك الوقت.

ويلفتك أيضاً فيما يلفتك صورة هوية عثمانية باسم السيد فؤاد الداعوق صادرة عام ١٣٣٠ هجرية وصورة هوية صادرة عن حكومة لبنان الكبير لابنه كمال الداعوق صادرة عام ١٩٣٢ وكذلك صورة هوية للسيدة ماري قيالة مواليد١٩١٦ تعود للعام ٣٣ وصادرة عن الجمهورية اللبنانية – وزارة الداخلية – مصلحة الاحصاء والأحوال الشخصية، ثلاث صور متدرجة تؤرخ لبطاقات الهوية التي حملها أبناء بيروت ولبنان.جلسة ممتعة تجمعك بمختار رأس بيروت ميشال بخعازي وهو يجول بك من صورة لأخرى سعيداً متحدثاً عن المنطقة وأحيائها وزواريبها، تلك الصور التي تعيدك لمنطقة رأس بيروت بطيبتها وبساطتها وفطرتها والمحبة التي جمعت أبناءها ولم تزل.

________

*قائد كشفي/ عضو جمعية تراثنا بيروت

8 حزيران 2020

error: Copyrighted Material! You cannot copy any content from this website