كثيرون منا يسمعون أحدهم يصف الآخر بأنه “مخشخش” عندما يتكلم بكلام غير مفهوم أو يقوم بحركات غير سليمة أو يلبس ثياب في غير موسمها.
ومخشخش ليست كلمة جديدة أو دخيلة على المفردات البيروتية، وهي نسبة إلى نبتة الخشخاش المخدرة المعروفة. وكان الحلاقون أيام زمان يطلبون من الزبون المضمضة بماء الخشخاش قبل قلع ضرسه.
ووصلنا من أخبار الأجداد أن النساء قديماً كن يشترين أكواز الخشخاش من العطارين ويغلونها على النار ويسقينها للأطفال ليناموا لكي يتمكن من قضاء السهرات وتركيب المقلة عند الأهل والجيران. وعندما تستفسر إحداهن عن الطفل المسكين تقول الأم: “ما تخافي، خشخشتو”!ومع الأيام تنبه الناس لمخاطر خشخشة الطفل، فاستبدلوها بلعبة صغيرة فيها كرة داخلها قطع تصدر صوتاً ناعماً وسموها “خشخيشة”!
ومما وصل إلينا من الأمثال البيروتية:
قال: “محبوبتي بالسما كيف الوصول إليها؟”. قال له: “خشخشلها بالدهب بتركض عا إجريها.”!
الصورة: عتالة نائمون داخل “السل” في ساحة النجمة حوالي سنة 1955.
_____
*مؤسس ورئيس جمعية تراثنا بيروت.