استنكر سماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان الحريق الذي حصل في ساحة رياض الصلح ووصل لهيبه الى بعض رفات المسلمين الذين دفنوا منذ الفتح الإسلامي وحثّ على اتخاذ ما يلزم لتدارك الأمر. يذكر ان مفتي الجمهورية السابق سماحة الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني أعلن سنة 2011 عن اكتشاف مقبرة تاريخية تعود الى العصر الأموي في موقع العقار الكائن في ساحة رياض الصلح لإنشاء مبنى «لاند مارك». وقد ظهرت أثناء الحفر رفات وعظام جمعت في أكثر من عشرين كيساً. وليست هذه المرة الأولى التي يجري العبث فيها برفات البيارتة فقد سبق ان جرى مثل ذلك في مقبرة السنطية. واتفق في حينه على إعادة دفن الرفات في موقع قريب بفتوى ان هذا الموقع هو جزء من موقع استخراج الرفات علماً بأنه سبق ان اكتشفت رفات أيضاً أثناء الحفريات التي جرت لإقامة مبنى الأسكوا، وقد نشرنا في «اللواء» (آذار 2011) نبذة عن مقبرة الصحابة (ساحة رياض الصلح)
بعد فتح دمشق الذي تمّ في شهر رجب سنة 14 هـ خرج يزيد بن أبي سفيان وبصحبته أخوه معاوية نحو الساحل ففتح صيدا وعرقة وجبيل وبيروت وهي ثغور ساحلية، فتمّ فتحها فتحاً يسيراً وجلا كثيراً من أهلها وذلك سنة 14هـ/ 634م في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولم تكن بيروت عندما دخلها المسلمون لأول مرة ذات أهمية لقلّة عدد سكانها وضعف عمرانها. وصفها ابن حوقل بانها «مدينة على ساحل بحر الروم وهي فرضته وبها يرابط أهل دمشق وسائر جندها وينفرون إليها عند استنفارهم» كانت بيروت بقايا متناثرة من الأنقاض التي تخلّفت عن الزلزال المدمّر الذي ضرب المدينة في العقد السادس من القرن السادس الميلادي (551م). وقد وجّه الخلفاء الراشدون عنايتهم الى ساحل الشام عامة وإلى بيروت خاصة، وأوعزوا الى عمالهم بأن يعمّروه ويشحنوه بالجنود، وأن يمنح هؤلاء الجنود اقطاعات وعطايا من أجل السكن وصد هجمات الروم.
والمعلومات ضئيلة حول المعابد الدينية التي أقامها المسلمون في بيروت عندما فتحوها لأول مرة، ومثل ذلك المواقع التي رابطوا فيها، ويبدو ان المؤرخين لم يجدوا في حينه ما يلفت انتباههم، عندما زار عبد الغني النابلسي بيروت سنة 1700م وجد في بيروت أربعة جوامع قال عن أحدها: «جامع البحر ويسمّى جامع العمري لأنه كما هو مشهور عندهم (أي عند البيارتة) من زمان عمر بن الخطاب، وهو أصغر الجوامع التي في بيروت وهو مرتفع مطلّ على البحر يصعد الى فنائه بسلم حجر نحو خمسة عشر درجة، ثم يصعد إليه بدرج آخر ثماني درجات…»، ويؤكد هذه الرواية المتواترة ان البيارتة عندما حوّلوا كنيسة يوحنا المعمدان الى جامع، اطلقوا عليه الجامع الكبير العمري لتمييزه عن الجامع الصغير العمري الأول.
وبعد أن انشئت الدباغات قرب الجامع أصبح يعرف بجامع الدباغة بدل جامع البحر، وبعد تنظيم أسواق بيروت القديمة، هدم جامع الدباغة وبني مكانه جامع أبي بكر الصديق الواقع حالياً آخر شارع فوش. يذكر ان الروم استردّوا بيروت سنة 22هـ وعاد معاوية بن أبي سفيان واستردّها منهم سنة 24هـ. وتحوّلت وغيرها من الثغور الساحلية الى رباط للصحابة رضي الله عنهم وللمجاهدين في سبيل الله. والرباط في الثغور كبيروت يفضّل الرباط في السواحل الأخرى لتعرّضها للخطر الدائم كما نقل ابن عساكر. قدّم الكثير من الصحابة والتابعين إلى بيروت للمرابطة والدفاع عن الساحل وكان منهم:
– أبو الدرداء رضي الله عنه وهو الصحابي الانصاري عويمر بن مالك، نزل في بيروت مرابطاً عقب الفتح.
– سلمان الفارسي لحق بأبي الدرداء الى بيروت برفقة عبد الملك بن أبي ذر الغفاري. وفي «التاريخ الكبير» للبخاري أن سلمان حين نزل بيروت اجتمع عليه المسلمون في مسجدها فحدّثهم قائلاً «يا أهل بيروت ألا أحدّثكم حديثاً يذهب الله به عنكم غرض الرباط؟ سمعت رسول الله # يقول رباط يوم كصيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً في سبيل الله أجير من فتنة القبر وأجري له ما كان يعمل الى يوم القيامة».
– جنادة بن أبي أمية أمير البحر في بيروت، وهو صحابي حدّث وأفتى في بيروت ودمشق.
– عبد الرحمن بن سليم الكلبي تولّى منصب أمير بيروت.
– أيوب بن خالد الجهني أمير بيروت أيضاً.
– مجاهد بن جبر كان يقصّ في بيروت ويقرئ القرآن الكريم.
– سعيد المقبري والدرداء بن أبي الدرداء وزوجته العميصاء بنت ملحان الأنصارية الشهيرة بأم حرام.
– حيّان بن وبرة المرّي صاحب أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وكان يجتمع عليه الناس في مسجد بيروت ليسمعوا منه وهو يلبس قميص من كرابيس (قطن) الى نصف ساقيه وقلنسوة صغيرة وثياباً رثة.
وكان من الطبيعي أن يدرك الموت بعض الصحابة والتابعين وغيرهم ممن رابط في بيروت. ومن الطبيعي أن يتم دفنهم في أول موقع يلي العمران. وكانت ساحة رياض الصلح وما حولها خالية من العمران والسكان. وبوقوعها خارج سور المدينة القديم جعلها لأن تكون آخر الدنيا وأول الآخرة بالنسبة لمن يتوفاه الله من السكان القريبين منها.
ولم تشر أخبار الفتح الإسلامي الى أن الجيش الفاتح صادف حصوناً وأسواراً عند فتح بيروت، ثم دفعت هجمات الروم على المرابطين الى تحصين المدينة بسور، أشار إبن حوقل إلى أن «بيروت حصينة خصيبة متينة السور».
وعندما قصدها بغدوين سنة 475هـ امتنعت عليه وتحصّن أهلها داخل أسوارهم وتعرّض السور للهدم وإعادة البناء عدة مرات الى أن ظهرت حدوده اثناء تنظيم شوارع بيروت وهدم الأبنية القديمة سنة 1915م، وهو السور الذي رمّمه ودعمه أحمد باشا الجزار سنة 1771م فكان يمتد من الشمال الشرقي للمدينة الى باب السراي (أول شارع فوش) ومن هناك جنوباً الى باب أبي النصر ثم يتجه غرباً الى باب الدركة (رأس شارع المعرض) فباب يعقوب (طلعة الاميركان) ثم يمتد شمالا حتى جامع المجيدية (كان جامع المجيدية مرتفعاً عن سطح البحر وكان جداره الغربي ملاصقاً للسور). فساحة رياض الصلح حيث عثر على الرفات والعظام كانت خارج السور حتى سنة 1832 عندما أباح إبراهيم باشا البناء خارج السور.
مقابر المسلمين في بيروت
يمكن تحديد مقابر بيروت من خلال عدد سكانها ولا توجد معلومات دقيقة عن عدد السكان أيام الفتوح الإسلامية الأولى. وكان هذا العدد يزداد ويتناقص تبعاً للحملات العسكرية على المدينة أو لما يقع فيها من أوبئة. يذكر صالح بن يحيى في حوادث بيروت أيام الصليبيين «أن بيروت لما كان الفرنج بها، كان بها جماعة من المسلمين مستوطنين بمساكنة الفرنج وكان (المسلمون) يجتمعون لصلاة الجمعة فلم يكملوا أربعين (العدد اللازم لصلاة الجمعة) فيصلي بهم الخطيب ظهراً في بعض الأوقات، وفي معظمها يكملون بما حضر من الضواحي فيصلي بهم جمعة…»، يذكر أن مدة إستيلاء الفرنج على بيروت دامت خمسة وتسعين سنة وأربعة أشهر وثلاث عشر يوماً.
وفي مجلة «المشرق» (مجلد 24 ص.116) أن عدد أهل بيروت قلّ أيام المماليك الى عشرة آلاف لما أصابها من الطواعين. وفيها (المشرق 31 ص.727) انه لم يكن في بيروت أيام الأمير فخر الدين المعني في القرن السابع عشر وأيام الجزار في القرن الثامن عشر إلا ستة آلاف نسمة. وبلغوا سنة 1820 ثمانية آلاف نفس. وكان للمسلمين في بيروت حتى أواسط القرن التاسع عشر عدة مدافن هي:
– مقبرة الخارجة: سمّيت كذلك لوقوعها ظاهر المدينة.
قامت مكانها بناية بيبلوس بعدما أوقف الدفن فيها أيام الانتداب ونقل الرفات الباقي فيها الى مقبرة الباشورة.
– مقبرة الغربا (كانوا يلفظونها دون همزة في آخرها) لدفن الغرباء من المسلمين الذين كانوا يأتون الى بيروت أو يمرّون فيها.
– مقبرة المغاربة وهي مثل الغربا كانت جزءاً من مقبرة الخارجة وكان يدفن فيها أبناء المغرب العربي.
– مقبرة المجيدية وكانت روضة صغيرة بجوار مسجد المجيدية، توزعت فيها قبور قليلة ممن تولّى خدمة المسجد الذي كان أصلاً زاوية للطريقة القادرية انشأها قبلان باشا الوالي سنة 1111هـ/ 1699م.
– مقبرة السنطية: بمحاذاة ساحل البحر عند محلة الزيتونة زارها الشيخ عبد الغني النابلسي سنة 1693م وقال ان فيها قبر الشيخ جبارة من أولاد الشيخ حسن الراعي القطناني.
– مقبرة الباشورة: كلمة الباشورة أو الباشوراء من المصطلحات العسكرية المرتبطة بالاستحكامات الحربية ومنشآت الدفاع. جمعها بواشير أي حصن بارز. قال كاترمير: ان الباشورة تسمّى بالفرنسية Bastion. قال المقريزي (السلوك 1/105) «ويجعل التراب داخل المدينة على حافة الحفر ليكون مثل الباشورة». وقال دوزي في «تكملة المعاجم العربية» إن «الباشورة سد من التراب لمنع وصول الخيّالة والرجالة والسهام إلى مواضع المحاربين. ولأن المشارقة لم يعرفوا الحصون البارزة، فهو بالأحرى حصن مشرف غير منتظم الشكل منعزل عن باقي الموقع، وهي أيضاً حصن منعزل تعلوه سطيحة يشيد في الأرض الخلاء المكشوفة لمنع تقدّم العدو والتفوّق عليه في الحرب». وموقع مقبرة الباشورة الحالي مرتفع عن مستوى الطريق كما يظهر من جدار المقبرة الشمالي.
فالباشورة من المصطلحات المحدثة ولا توجد في لسان العرب. وبالتالي لم تكن مستعملة أيام الفتح الإسلامي لبيروت.
قال الشيخ عبد الرزاق البيطار في كتابه «حلية البشر في أعيان القرن الثالث عشر» ان أبناء بيروت من أهل الماضي كانوا يسمون هذه المقبرة «مقبرة سيدنا عمر». كما سمّي أول مسجد بنوه في بيروت بعد الفتح «بالجامع العمري». وأغلب الظن ان مقبرة سيدنا عمر رضي الله عنه كانت في الموقع الذي اكتشفت فيه الرفات والعظام مؤخراً في ساحة رياض الصلح، قبل أن ينقل موضع الدفن إلى مقبرة الباشورة الحالي. وذلك لعدة اسباب هي:
1- ان هذا الموقع المكتشف الآن كان خارج العمران وخارج سور المدينة.
2- ذكر كتاب «محاسن المساعي في مناقب الإمام أبي عمرو الأوزاعي» تأليف أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن زيد الموصلي الدمشقي المشهور بابن زيد (ت سنة 870هـ) نسخه زين الدين تقي الدين بن عبد الرحمن الخطيب البيروتي سنة 1048هــ ان الأوزاعي قال «أعجبني في بيروت أني مررت بقبورها فإذا امرأة سوداء في القبور، فقلت لها: أين العمارة يا هنتاه؟ (هنت لغة في أنت)، فقالت: إن أردت العمارة فهي هذه وأشارت الى القبور وإن كنت تريد الخراب فأمامك وأشارت الى البلد، فعزمت على الإقامة فيها…»، ما يشير إلى أن هذه المقبرة هي أول مقبرة للمسلمين من أول الفتح الإسلامي لبيروت والمشهورة بأنها مقبرة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
3- ولد الأوزاعي في بعلبك سنة 88هـ ولما نزعت نفسه الى التقرّب من الله بالجهاد والرباط شدّ الرحال الى بيروت مرابطاً فيها سنة 133هـ وتوفي فيها سنة 157هـ.
4- كان الأوزاعي محسوباً من رجال الدولة الأموية، فلم ينظر العباسيون إليه نظرة رضى. وروي ان عمال الدولة الجدد اضطهدوه وسمع بأذنه من يشتمه منهم. ويبدو لي انهم منعوا دفنه في مقبرة سيدنا عمر أي مقبرة الصحابة والتابعين في ساحة رياض الصلح (القريبة من بيته) وفرضوا دفنه في مكان بعيد عن بيروت (وفي المحلة التي أصبحت اليوم تعرف بالأوزاعي).
5- عاش الأوزاعي في بيروت ودرّس فيها. عاصر طبقة أتباع التابعين وشهد خلافة عمر بن عبد العزيز. ولد له في بيروت ابن وثلاث بنات ومن الطبيعي أن يكونوا دفنوا في بيروت في مقبرة سيدنا عمر في الموقع المكتشف حالياً. وولده محمد كان عالماً زاهداً ورعاً، قال صالح بن يحيى «وكان يظنّ فيه أنه من الأبدال». روى محمد عن أبيه قال «قال لي أبي: يا بني أريد أن أحدثك بشيء، ولا أفعل حتى تعطيني موثوقاً أنك لا تحدث به ما دمتُ حياً. قال فقلت أفعل يا أبه. قال: إني رأيت فيما يرى النائم أني دخلت الجنة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر، وهم يعالجون مصراع باب الجنة، فإذا ردّوه زال. قال: فقال لي رسول الله: يا عبد الرحمن ألا تمسك معنا؟ قال: فجئت فأمسكت معهم فثبت». ومن بنات الأوزاعي واحدة اسمها رواحة البيروتية روت عن أبيها بسنده عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد تزوجت من عبد الغفار بن عفان البيروتي التي روى عن عمه حكايات. وروى عنه العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي. ومن أحفاد الأوزاعي عبد الله بن إسماعيل المكنّى بأبي عمرو البيروتي وقد حدث عن أبيه عن جده الأوزاعي. وممن أخذ عن الأوزاعي الوليد بن مسلم ويزيد بن مذكور وعمرو بن أبي مسلمة التنّيسي وأبو اسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك وعقبة بن علقمة البيروتي وغيرهم.
ad
6- ان الحفريات التي جرت في الموقع الذي اكتشفت فيه البقايا تعتبر أول أعمال الحفر التي جرت في الموقع بالعمق الحالي. فمن المعروف ان طبقات من التراب تراكمت على الموقع على مرور الزمن، وكانت المحلة الواقعة خارج السور (أي ساحة رياض الصلح وما حولها) خالية من البناء بدليل ان الجزار عندما حكم بيروت منذ سنة 1771م اقتطع محمد آغا الجبوري الذي قدم معه قطعة أرض كبيرة عرفت ببستان الجبوري وقفها في 11 ربيع الثاني سنة 1202هـ. وكانت بجوارها قطعة أرض كبيرة جداً مزروعة بأغراس التوت باع منها صاحبها علي أحمد الجمال سنة 1279هـ قطعة بلغت مساحتها 9920 ذراعاً. وعرف في هذا الموقع زاروب الجمال وشارع الأمير أمين ومحلة الغلغول.
7- ويمكن في الفحص الكيميائي للرفات والعظام تحديد عمرها.
في أن الموقع هو مقبرة موقوفة لا يجوز نبشها ولا الإنتفاع بها:
جاء في الفتاوى الهندية «إذا دفن الناس في المقبرة زال الملك، ويكتفى بالواحد لتعذر فعل الجنس كله» وسئل… «عن المقبرة في القرى إذا اندرست ولم يبقَ فيها أثر الموتى، لا العظم ولا غيره، هل يجوز زرعها واستغلالها؟ قال: لا ولها وحكم المقبرة». وهذا لا يتناقض مع ما قاله الزيلعي في باب الجنائز من أن الميت إذا بلي وصار تراباً جاز زرعه والبناء عليه، لأن ذلك لا يعمل به إذا كان المحل موقوفاً على الدفن فلا يجوز استعماله في غيره. عن أبي يوسف ومحمد رحمهما الله «أن دفن إثنان في الأرض تعتبر وقفاً لا رجوع فيها» روى الحسن بن زياد عن أبي حنيفة «انه لا يرجع في المقبرة في الموضع الذي دفن فيه، ويرجع فيما سوى ذلك لأن النبش قبيح». وجاء في الهندية «مقبرة قديمة لمحلة لم يبق فيها آثار المقبرة هل يباح لأهل المحلة الانتفاع بها؟ قال أبو نصر رحمه الله لا يباح… فإن كان فيها حشيش؟ قال يحتش فيها ويخرج إلى الدواب…». وجاء فيها أيضاً «الموضع الذي دفن فيه الميت هو وقف لا يجوز الرجوع فيه. ووقف المقبرة جائز ولا يشترط فيه التسليم إلى المتولي، لأن التسليم يتم بدفن الموتى. وإذا أمر المالك برفع من دفن ميته فيه وسأل القاضي أن يأمره بتفريغ أرضه، فيأمر المالك بقصر يده عنه، ويحكم بصحة الوقف ولزومه».
_____
*مؤرخ/ عضو شرف جمعية تراثنا بيروت
ملف “أيام بيروتية”
27 حزيران/ يونيو 2020