د. سهيل منيمنة*
بيروت مدينة تغيّر موقعها في أكثر من حقبة زمنية بفعل عوامل الطبيعة والإجتياحات العسكرية.
بلدة بيت مري تحمل اسم بيروت العتيقة. أقام فيها الفينيقيون أبناء بيروت، وبنوا فيها معبد “بعل بيريت” لإلههم، يرتفع اليوم على أنقاضه دير القلعة.
كانت محلة رأس بيروت، ضاحية من ضواحي بيروت خارج السور، وكانت عبارة عن مزارع للخس والفجل والملفوف والصبير وسواها… ومنذ العام 1958 إشتهرت بأسواقها التجارية.
إثر الزلزال الذي دمر بيروت في القرن السادس للميلاد، وتحديدًا في السنة 551، نزح أهلها وأقاموا توأمًا لها في محلة خلدة، أسموه لاذقية كنعان.
مع بدايات الحرب العالمية الأولى، بدأ سكان بيروت يتمددون خارج الأسوار نحو الضواحي التي مع الوقت صارت جزءًا لا ينفصل عن هذه المدينة التي صارت عاصمة الجمهورية والتي بدأت تشهد نموًا سكانيًا مضطردًا جعلها تتجاوز حدودها التقليدية.
أما في زمن المماليك فقد انطفأت شعلتها وصارت بعيدة عن الأضواء، ولكن إلى حين.
________
*مؤسس ورئيس جمعية تراثنا بيروت، ومستشار المنتدى الرقمي اللبناني في تراث العاصمة اللبنانية.