مقالة 16: ممّا لا يُنسى في أسواق بيروت: الكيس والسَّلّ
بالرغم من انتشار المحالّ التجارية والأسواق العديدة في المناطق السكنية، غير أن أسواق بيروت القديمة كانت تستقطب باستمرار سكان بيروت وغيرهم من سكان المناطق والمدن الأخرى.
كان البيروتي وغير البيروتي يقصد السوق ليأتي بكل حاجاته، فالأسعار أنسب بسبب كثرة البيع، وخلال دقائق تنتقل من الخضار إلى اللحوم إلى الدجاج والبيض ثمّ السمك … وتمر في طريقك على بائعي الأحذية والقمصان والبهارات والخرضة والأعشاب والمسامير والمطارق والمناخل وأدوات البناء. هذا ناهيك عن أنّ تلك الأسواق كانت أيضا محلا للعديد من أهل المناطق والقرى لتصريف نتاجهم وبضائعهم.
لكثرة ما تشتري يلزمك كيس كبير فتنادي “تعا يا كيس” فإذا جمهرة من بائعي الأكياس تحيط بك، وأكثرهم من الفتيان.
كان باعة الأكياس يستخرجونها من أكياس الترابة المستعملة.
أحيانا لا يكفيك الكيس فتنادي “تعا ياسَلّ” فإذا بثلّة من حاملي السلال تقتحم الجمهور، يحفّون بهذا ويصطدمون بذاك، وتحتار أنت أيّهم تختار. كان حامل السلّ يرافقك إلى منزلك الذي قد يبعد 10 أو 15 دقيقة مشيا، لقاء نصف ليرة أو أقلّ.
***
مقالة 17: أسواق بيروت قبل 1975، القسم 1
يتضمن القسم 1 الأسواق التي كانت في محيط سوق الطويلة، وأنا أحبّ أن أسميها الأسواق النظيفة.
أسواق الطويلة وأيّاس وأرواد وبسترس وسيّور كانت تبيع بشكل عام: ألبسة، أقمشة، أحذية، عطور، مجوهرات، لوازم خياطين، وبضائع مشابهة أخرى.
سوق الجَميل تميّز ببيع أدوات الخياطة والماكينات الحديثة في وقتها والبضائع الأوروبية، كما تواجد فيه وكلاء المصانع.
سوق الحدادين 17 الظاهر على الخريطة هو في الحقيقة بضعة محلات لبيع لوازم الحدادين، منها محلات كنيعو.
هناك سوق آخر كان يسمّى سوق الحدّادين مقابل كنيسة الكبوشية سيظهر على خريطة القسم الثاني من أسواق بيروت.
على الخريطة:
• معابد: 1 جامع المجيدية
• معالم: 2 مقهى الحاج داوود؛ 3 الأوندين والنادي الفرنسي؛
4 أوتيل بسّول؛ 5 النورماندي؛ 6 مطعم العجمي؛
7 بركة العنتبلي؛ 8 شركة الرّينو
• أسواق: 9 مال قبّان؛ 10 مينة الخشب؛ 11 سوق أيّاس؛
12 الطويلة؛ 13 أرواد؛ 14 الجميل؛15 بسترس؛ 16 الجوخ؛
17 الحدادين؛ 18 سيّور؛ 19 الزهور؛ 20 الفرنج
***
مقالة 18: أسواق بيروت قبل 1975، القسم 2
يتضمن القسم 2 بعض الأسواق في محيط شارع ويغان.
ملاحظات:
8 الحلبي: محلّ مشهور لبيع الفاكهة المحلية والأجنبية الممتازة، وكان يبيع الكثير منها في غير أوانه، لذلك كان مقصودا من قبل السيدات الحوامل.
18 البزركان: يسمّى أيضا سوق الحرير وسوق العقادين. مما كان يباع فيه الخيطان شللا وبكرات، وزينة التنجيد.
21 الحسبة: سوق الخضار بالجملة، وكان خلف سينما ريفولي.
22 النورية: النقطة تشير إلى مدخل سوق النورية من جهة شارع ويغان.
على الخريطة:
• مساجـد: 1 الأمير منذر؛ 2 العمري؛ 3 الأمير عساف
• كنائس: 4 الكبوشية؛ 5 مزار سيدة النورية؛
6 كنيسة مار جرجس للروم
• معالـم: 7 محلات سنجر؛ 8 الحلبي؛ 9 ABC؛ 10 بنك إنترا؛
11 الأوتوماتيك؛ 12 ريجنت؛ 13 الريفولي؛ 14 سينما أوبرا
• أسـواق: 15 الطويلة؛ 16 حدادين؛ 17 قزاز؛ 18 البزركان؛ 19 الصرامي؛ 20 سرسق؛ 21 الحسبة؛ 22 النورية.
***
مقالة 19: أسواق بيروت قبل 1975، القسم 3
يتضمن القسم 3 بعض الأسواق بين ساحتي البرج والنجمة.
ملاحظات:
10 الحلواني: صاحبه مصباح الحلواني، لبيع الفاكهة المحلية والأجنبية الممتازة، وهو الأصل في محلات غوديز فردان.
18 سوق الوقية: لبيع الأقمشة بالوقية.
19 سوق الأرمن: لبيع الأحذية والصرامي.
22 سوق أبو النصر: لبيع الخرضة والبهارات والأعشاب والمسامير والمطارق والمناخل وأدوات البناء …
26 النجارين: في ساحة الدباس، أخشاب نجارة وتوابيت.
27 النجارين: على طريق الجميزة، خزائن جاهزة ونمليات.
على الخريطة:
• معابد: 1 مزار سيدة النورية؛ 2 كنيسة مار جرجس للروم؛
3 كنيسة مار جرجس للموارنة؛ 4 جامع محمد الأمين
• معـالم: 5 البرلمان؛ 6 سينما أوبرا؛ 7 شرطة بيروت؛
8 الكابيتول؛ 9 التياترو الكبير؛ 10 الحلواني
• أسـواق: 11 الصرامي؛ 12 سرسق؛ 13 النورية؛
14 المنجدين؛ 15 اللحامين؛ 16 ألبسة؛ 17 خضار؛ 18 الوقيّة؛ 19 الأرمن؛ 20 دجاج؛ 21 سمك؛ 22 أبو النصر؛ 23 الصاغة؛ 24 درج خان البيض؛ 25 الكهرباء؛ 26 و27 النجارين.
***
مقالة 20: ساحة باب إدريس
تقع ساحة باب إدريس عند التقاء شارعي ويغان وجورج بيكو. باب إدريس كان أحد أبواب بيروت القديمة عند وسط الجهة الغربية من سور بيروت الذي اندثر، وقد سمّي كذلك لأنّ عائلة إدريس البيروتية كانت تسكن قريبا منه في ذلك الوقت.
في هذه المقالة، صمّمت خريطة لساحة باب إدريس تبيّن مواقع محلات ومؤسسات شكلت محطات مهمة للبيروتيين.
على الخريطة:
1- مظلة الشرطي في ساحة باب إدريس
2- مقهى طانيوس، الكوزموس
3- محلات سنجر، فوقه المصور فاهي (صورة 1 من 1965)
4- سوق الزهور
5- سوق الفرنج (صورة 3)
6- معرض الفواكه الشرقية (الحلبي، صورة 4 من 1965)
7- أوبتيكا، فوتو بارامونت، الرد شو (إلى اليسار قليلا)
8- أل ABC (صورة 2 من 1966)
9- عماطوري للعطور (114)، ملبوسات جوزيف عيد
10- كنيسة الكبوشية (صورة 5 من 1956)
11- جنرال إلكتريك، البنك البريطاني للشرق الأوسط
***
مقالة 21: أساسات بيروت الاجتماعية
عندما نتحدث عن بيروت وبنائها العمراني لا بد أن نتحدث عن بنائها الاجتماعي. فلولا عائلات عريقة ميسورة ناضلت إبان الحكم العثماني والانتداب الفرنسي لكانت بيروت غير التي تعرفها اليوم.
من تلك العائلات آل أيّاس وإدريس وبسترس وسرسق وتويني وسيّور والحايك والتيّان والعيتاني وبيهم والداعوق وغيرهم كثير. كانوا في أغلبهم مسلمين ومسيحيين أورثوذكس.
سكن معظمهم في محيط المرفأ وشارع جورج بيكو والأشرفية.
هم من بنوا أسواق بيروت القديمة القريبة من المرفأ.
كان منهم الوزراء والنواب والقناصل والمستشارون والأمناء والنقباء والتجار ومؤسسو الجمعيات والقائمون بأعمال البرّ.
تعاونوا فيما بينهم لخدمة بلدهم سياسيا واجتماعيا: عقدوا الاجتماعات على أعلى المستويات، راقبوا أعمال الولاة وإدارة المؤسسات والبلديات وإدارة الأوقاف … أنشأوا الجمعيات الخيرية وأمّنوا الخائف واحتضنوا الفقير وتبرعوا بسخاء ورجولة.
حديثي أعلاه ليس حديثا إنشائيا بل هو مما تشهد عليه مراجع التاريخ. أذكر ثلاثة أمثلة فقط لضيق الفسحة:
• عمر بيهم: لعب دورا مهما في وأد فتنة 1860 وحضن هو وكثيرون المسيحيين الفارين من الجبل. من آل بيهم عبد الله بيهم الذي تولى رئاسة وزراء لبنان ثلاث مرات بين 1936 و 1943.
• نجيب بك التيان ساهم في تأسيس جمعية بيروت الإصلاحية
التي تشكلت عام 1913 من 42 مسلما و42 مسيحيا و 2 يهود.
من آل التيّان البطريرك يوسف بطرس التيان (1760 – 1820) الذي اشتهر بنسكه وورعه ومساعدته لكل الملل. منهم أيضا خليل تيان نقيب الخياطين في شارع جورج بيكو قبل 1970.
• عمر بك الداعوق 1874 – 1949: تولى مناصب كثيرة رسمية واجتماعية. قام مع وجهاء من بيروت بشراء كميات من الطحين ووزعها بسعر الكلفة أيام المجاعة في الحرب العالمية الأولى. أحمد بك الداعوق (1892 – 1979) شقيق عمر، تولى رئاسة الوزارة مرتين في السنتين 1941 و 1960، وجاء وزيرا عدة مرات أخر.
________
*أستاذ الرياضيات في الجامعة اللبنانية سابقاً/ جمعية تراثنا بيروت.