الأصول الإجتماعية للمفردات والتعابير العامية البيروتية (28).. من بعد ما كان سيّد البيت صار معلّق عالحيط!

الحاج أحمد العريسي في محل حلويات العريسي الشهير في ساحة الشهداء في الستينات، وخلفه صورة خليل ابن مؤسس المصلحة سعيد العريسي
سهيل منيمنة*

قبل ظهور التصوير الفوتوغرافي كان الوجهاء من البيارتة يقصدون بعض الرسامين المعروفين ليرسموا لهم لوحات يعلقوها في بيروتهم، يقال أن منهم واحداً أثرى بعد فقر وعلق صورة مرسومة له في بيته فصار الناس يقولون: صار وتصوّر. وعندما يموت صاحب الصورة كانوا يقولون: من بعد ما كان سيد البيت صار معلق عالحيط.

وكان البيارتة إذا تزوج أحدهم، أخذ عروسه إلى ستديو المصوّر، وتحمل العروس ثوب الزفاف والطرحة في بقجة، فترتديهما وتتزين عند المصور، ثم تقف إلى جوار زوجها أو تجلس هي ويجلس الزوج، وتؤخذ لهما الصورة التذكارية.

عروسان بيروتيان سنة 1930

وذاعت شهرة بعض المصوّرين قديماً مثل سعيد الجريديني وسليم حداد سنة 1892، وسبيريدون شعيب سنة 1895، وصرافيان اخوان Sarrafian Bros منذ سنة 1897 لاعتمادهما الطريقة الأمريكية في التصوير وهما من استحضر لأول مرّة “الخاطفة” Kodak. وكان محل بون فيس Bonfils من أشهر من صور مناظر بيروتية في القرن التاسع عشر على بطاقات (كارت بوستال) لا تزال موجودة إلى اليوم، وكان جول ليند يعمل معه ثم اتخذ محلاً خاصّاً به.

وأعلن الياس فرنيني سنة 1904 استعداده للتصوير الشمسي بجميع الأشكال والقياسات. وفي سنة 1906 حضرت إلى بيروت أول أوروبية هي فرجيني دوليناردوس، وأعلنت إحرازها دقائق صناعة علم التصوير الشمسي وأنها باقية ثلاثة أشهر في رأس بيروت وخصصت أيام الجمعة للنساء المحجبات.

________

*مؤسس/ رئيس جمعية تراثنا بيروت

error: Copyrighted Material! You cannot copy any content from this website