ولد رشيد وهبي في بيروت عام 1917، وقد أحب الرسم منذ صغره، داخل منزل والده في شارع محمد ومحمود المحمصاني بين محلتي رأس النبع والمزرعة، حيث كان منزلهم عبارة عن دار تحيطها من كل جانب ، حديقة تحوي العديد من أشجار الفاكهة، ويزين وسطها حوض ماء، وكان ينصرف الى الرسم داخل الغرفة الصغيرة، فوق سطح البيت، خوفاً من والده الذي لم يشجعه على الرسم لكي يهتم بدراسته، تابع دراسته في عدة مدارس، ليلتحق بعدها في المرحلة الثانوية بكلية المقاصد للبنين (الحرج)، حيث كان يتلقى التشجيع من معلم الرسم في المدرسة، وفي العام 1923، تعرف الى الفنان حبيب سرور، لحاجته الى أستاذ للرسم يتتلمذ على يديه، حيث راح يتردد الى محترفه وذلك بتشجيع من أستاذه لمادة الرياضيات مواهب فاخوري، وفي العام 1934 شارك في معرض الصور في السان جورج، حيث عرضت لوحته الأولى وسافر بعدها الى القاهرة عام 1941، مع بعثة المقاصد الطلابية للدراسة في مصر، حيث تابع دراسته في المدرسة العليا للفنون الجميلة، لينال دبلوم الفنون في الرسم والتصوير وشهادة الفنون الزخرفية في العام 1946، وكان قد إلتحق بالمعهد العالي للتمثيل لمدة سنتين، وعاد الى بيروت عام 1947 .
أنشأ فرع الفنون الجميلة في جمعية الشابات المسلمات، وتعاوم مع مصطفى فروخ على إدارته، وفي العام 1957، ساهم بتأسيس جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت، وإنتخب رئيساً لها عامي 1961 و 1962 . وتولى تدريس مادة الرسم في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية بعد إنشائه عام 1965، وتولى رئاسة قسم الفنون في المعهد .
لم تغب بيروت عن أعماله، فقد ألهمته أسواقها وشواطئها وضواحيها، وقد شارك بعدد كبير من المعارض في لبنان والخارج، وكان يعتبر من طليعة الفنانين التشكيليين العرب الرواد، كما كان رائد البورتريه .
نال وسام المعارف من الدرجة الأولى (1955)، وجائزة وزارة التربية التقديرية (1971)، وجائزة سعيد عقل (1972)، ووسام الأرز الوطني برتبة ضابط( 1986)، ورتبة كومندور (1990) .
توفى في العام 1993، بعد معاناة مع المرض، وقد أطلقت بلدية بيروت أسمه على الشارع المحاذي لبيته تكريماً له.
***
سلسلة: عقد الياقوت في التعريف بأعلام بيروت (11)
________
*محامٍ ومحلل سياسي. وماجستير في التاريخ/ عضو جمعية تراثنا بيروت