زار الناشر الألماني “موريتز بوش” بيروت في منتصف القرن التاسع عشر, حوالي العام 1849, ضمن جولة شملت سوريا ولبنان و فلسطين و مصر.
وبناء على هذه الرحلة, صدر في عام 1864, كتاب “صور من الشرق” الذي كتب فيه “بوش” النصوص التفسيرية, ورسم “أوغست لوفلر” الصور والمشاهد, فكان عملا لطيفا, وأصليا بما حوى من مواضيع ولوحات صوّرت في الغالب المناظر الطبيعية والآثار التاريخية القديمة.
كتب “بوش” عن بيروت فقال:
بيروت هي واحدة من أكبر مدن بلاد الشام, وينطبق عليها أيضًا انها واحدة من أجمل مناطق البحر الأبيض المتوسط بأكملها. ولكن إذا كنت تريد أن ترى كل جمالها ، فعليك أن تنظر إليها من البحر من مسافة بعيدة, بمنازلها الصفراء ، ومآذنها البيضاء ، وقلعتها وشرفات بيوتها, حيث تظهر أشجار النخيل وجميع أنواع الحدائق, ومع كل ذلك, أبراج الميناء القديمة, وغابة الصنوبر الداكنة خلفها. إنه مشهد رائع بشكل غير عادي .
في الواجهة هناك البحر الأزرق مع عدة سفن من جميع البلاد, وفي منتصف المسافة, تتصاعد المدينة بشكل تدريجي, وخلفها على سفوح لبنان, مصاطب مزروعة بالقرى ومغطاة بأنواع النباتات.
في الواقع, انها صورة لا تُنسى تصبح أكثر جمالًا في الصباح أو في المساء بألوانها المتوهجة.
فوق الأرض الخضراء, أشجار النخيل والسرو التي تنبعث منها الروائح الحلوة, تقع مدينة ذات مباني ومآذن و قبب, وبجوارها على اليمين كثبان رملية صفراء , تبدو وكأن نهر النيل جلبها الى هذه السواحل, ذكرى من الصحراء, عبر”بحر مظلم كالنبيذ” كما قال هوميروس.
________
*باحث في التاريخ/ عضو جمعية تراثنا بيروت