كلمة رئيس جمعية تراثنا بيروت في افتتاح معرض “بيروت على خط الأفق” للفنان التشكيلي اللبناني المبدع الأستاذ نبيل سعد. تنظيم النادي الثقافي الإجتماعي في برجا وجمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت LAAPS بعد ظهر السبت 8 أيار/ مايو 2022.
حضرات الحضور الكرام
مساء الخير
بدأت معرفتي بالأستاذ نبيل سعد منذ عدة سنوات خلال عملي لتأسيس جمعية تراث بيروت، وسعيي للإضاءة على الأعمال الأدبية والفية لمن كتب ورسم للعاصمة. شاهدت لوحات “بيروت على خط الأفق” فوجدت فيها عملاً مميزاً، وفي صاحبها فناناً محترفاً يطوّع بإبداع إمكانيات إظهار التفاصيل الدقيقة من خلال رسمه للمعالم التراثية الملموسة من مصادر موثوقة (الأبواب والأبراج والميناء)، وحرصه على إبراز انسكاب الضوء داخل أطر تضج بالحياة في أرجاء بيروت القديمة، وكذلك نقل الصورة الحقيقية في وقائع أيام البيارتة في ذلك الوقت. كلها إمكانيات جعلت في كل لوحة من لوحاته عملاً يتخطى المادية الجافة إلى مخزون ذاكرة من الموروث المصاحب للحنين إلى الجمال!
فكان لنا في “جمعية تراثنا بيروت” شرف التعاون مع الأستاذ سعد في عدة مناسبات كان آخرها استضافة معرضاً مميزاً لمجموعته الكبرى في “اليوم الوطني لتراث بيروت” في بيت بيروت في تشرين الثاني الماضي. كل ذلك تم بهمّة حامل أمانة رقيّ البلدة الثقافي والروحيّ وتألقها في محيطها الشوفيّ، حبيبنا وصاحبنا الوفيّ الشيخ جمال بشاشة حفظه الله.
إن الجمال شيء رائع يتنزعه الفنان من واقع عالم فوضوي وذلك من خلال معاناة روحه. عندما تنتهي لوحته لا يقدّمها لكل الناس، ولكن لكي تتعرّف عليها أنت عليك إعادة تجربة الفنان ومغامرته. فما لوحته سوى لحن يهديه إليك، ولكن لكي تستطيع أن تجعل منه أغنية ترددها في قلبك يجب أن تتحلّى بالثقافة والإحساس المرهف والخيال.
برجا مسقط رأس والدتي رحمها الله، والمبدعون فيها قديماً وحديثاً كثر. وفي هذا اليوم ننظر إلى لوحات نبيل سعد التشكيلية فتعجبنا ونرى فيها سحراً وجمالاً، ربما لأن الفنان المرهف ينظر إلى الصورة بطريقة تختلف عما يراه الآخرون…!
الدكتور سهيل منيمنة
مؤسس ورئيس جمعية تراثنا بيروت.
بعض أعمال الفنان من المعرض