د. سهيل منيمنة*
نظرة عامة
في كتابه Fifty-Three Years in Syria كتب المبشر الأمريكي Henry Harris Jessup المتوفى سنة 1910، وكان أحد مؤسسي الكلية السورية البروتستانتية (الجامعة الأمريكية في بيروت) عن مواطنه المبشر Fisk الذي زار بيروت سنة 1823 وقال في وصف سورها: “كان محيطاً بالبلدة يرتفع صوب البحر، فيه أبراج وتحصينات أعدت لصد القراصنة من اليونان. كما أقيم برج في ظاهر السور على مسافة قصيرة من الباب الجنوبي الشرقي لصد أي اقتحام للبلدة براً، وكان هذا البرج متيناً عالياً يبلغ ارتفاعة 80 قدماً.” ويقول رحالة روسي زار بيروت سنة 1844م إنه كان لسور المدينة المتهدم عشرة أبراج أطلقت عليها اسماء الحصون والقلاع المشهورة.
من الواضح أن هؤلاء الرحالة الأجانب كانوا يتكلمون عن بعض أبراج بيروت العسكرية، وهو ما يتبادر إلى الذهن مرفقاً بكلمة “برج”، مع أن بيروت كان يوجد بها العديد من الأبراج المدنية التي ارتبطت أسماؤها بأسماء العائلات البيروتية كبرج دندن وبرج سعادة وبرج العيتاني وغيرها كثير. والفرق بينها وبين الأبراج العسكرية أنها كانت أقرب الى البيوت المؤلفة من عدة طبقات، بني أكثرها في مزارع وبساتين خارج السور على نظام العقد، استعملت كمنازل صيفية هرباً من حر المدينة الخانق، وكان أصحابها يتركونها عائدين الى داخل السور عند الشعور بأي خطر.
وكانت الأبراج العسكرية الواقعة إما داخل السور أو خارجه محصنة تتواصل فيما بينها وصولاً إلى أبراج باقي الأقاليم بإشعال النيران في أعلاها ليلاً أو بإطلاق أعمدة من الدخان نهاراً، وكان أشهرها برج الكشاف والبرج الكبير وبرج السلسلة. وكان أغلب هذه الأبراج يحتوي على عدد من المدافع وأكياس من القنابل المخروطية والعادية وبراميل بارود وبريمات ومغاليق حربية.
برج الكشاف
بعد أن استعرضنا في الحلقة الماضية نظرة عامة على أبراج بيروت، نذكر اليوم برج الكشاف. وفي تحديد موقع هذا البرج خلاف بين المؤرخين، فقد ذهب المؤرخ الدكتور عصام شبارو إلى أن الأمير فخر الدين بناه في إحدى زوايا بستانه، وهو برج عال إرتفاعة ستون قدماً كان حصيناً جداً ومهمته مشف قوات العدو ومراقبة سفنه الآتية من البحر. وقد تهدم بقنابل الأسطول الانجليزي سنة 1840، وبقيت جدرانه حتى أزيلت سنة 1874 باستثناء قاعدة زاويته الشرقية الجنوبية التي ظلت قائمة حتى بناء سينما متروبول، فأزيلت (1).
وقال الدكتور حسان حلاق أن مكانه كان قريباً من سراي الأمير فخر الدين أقيم على أنقاض إحدى قلاع بيروت المخربة في عهد الملك الظاهر برقوق في القرن الثامن للهجرة مستدلاً بما كتبه المؤرخ البيروتي صالح بن يحيى المتوفى بعد سنة 1453م في كتابه “تاريخ بيروت” ما يلي: “وفي أيام السلطان الملك الظاهر برقوق عمر البرج الكبير ببيروت على قاعدة برج من أبراج القلعة الخراب فقرروا به المجاهدين”… وكان بعض الرحالة قد ذكر أطلاله في عام 1808م. وقد أقيم مكانه أو بالقرب منه سراي الحكومة الصغرى القديمة”. (2)
فيكون موقعه حسب دراسة الدكتور حلاق مكان أو خلف مبنى سينما الريفولي شمال ساحة البرج.
أما المؤرخ الأستاذ عبد اللطيف فاخوري فقال إن برج الكشاف غير البرج الذي عمره السلطان برقوق. والبرج الذي بناه هذا السلطان هو ما كان يعرف بالبرج الكبير وهو الذي أعطى اسمه لساحة البرج وقد ظهرت بقاياه خلال إزالة الأنقاض من وسط المدينة كما أثبت جون كارزويل (وأشار إلى المصدر). وحسب الفاخوري فإن برج الكشاف كان يعرف أيضاً ببرج الكشاش، وهو برج بيزنطي رممه الأمير فخر الدين وإبراهيم باشا فيما بعد، بلغ ارتفاعه ستين قدماً وسماكة جدرانه اثني عشر قدماً، وقد تهدم سنة 1840م، وبقيت بعض جدرانه إلى سنة 1874من وأقيمت على أنقاضه بناية الباريزيانا ـ ملاصق سينما متروبول (3).
(1) عصام شبارو: تاريخ بيروت منذ أقدم العصور حتى القرن العشرين ـ دار مصباح الفكر؛ ط1، 1987؛ ص 142.
(1) حسان حلاق: بيروت المحروسة بيروت الإنسان والحضارة والتراث ـ مؤسسة الحريري، ط1، 2002، ص 125-126.
(2) عبد اللطيف فاخوري: منزول بيروت، ط1″ 2003، ص 33.
وانظر:
محمد كرد علي: خطط الشام، ج2؛ ص 251
يوسف يزبك: أوراق لبنانية، م1؛ ص 21
برج البعلبكية
وهو من الأبراج العسكرية التي كانت تتخلل سور بيروت القديمة أو تجاوره.
وكان يعرف أيضاً بالبرج الصغير والبرج العتيق. ذكر المؤرخ البيروتي صالح بن يحيى المتوفى في النصف الأول من القرن الخامس عشر ميلادي في كتابه “تاريخ بيروت” أن موقع هذا البرج كان واصلاً بين سور بيروت على البحر وباب السلسلة ، مما يعني أنه كان على المرفأ، عمّره تنكز نائب الشام.
وتنكز هذا هو سيف الدين أبو سعيد تنكز الأشرفي الناصري، الأمير المملوكي، ونائب السلطنة المملوكية في دمشق في عهد السلطان محمد بن قلاوون. عزل سنة 740هـ وتوفي سنة 744هـ (حوالي 1343م). وأضاف صالح بن يحيى، وتابعه في ذلك الأب لويس شيخو في “بيروت وتاريخها وآثارها” أن هذا البرج عرف ببرج البعلبكية طلائع العسكر (الأيزاك) كانوا يتجردون إلى هذا البرج أبدالاً كل شهر وكانوا من جنود حلقة بعلبك للدفاع عن الثغور والمشاركة في الأعمال العسكرية خاصة أن الإمام الأوزاعي كان من مدينة بعلبك. وإستمر هذا التقليد لقرون عديدة حتى العهد العُثماني حيث كان ما يزال البرج قائماً.
البرج الجديد
البرج الجديد كان يسمى أيضاً برج القِشلة، ويقع قرب باب يعقوب وعرف لاحقاً بالقشلة أو السراي الكبير بعد أن بنى العثمانيون مكانه القشلة (ثكنة الجيش) التي تحولت في عهد الانتداب الفرنسي إلى مقر للحكومة وعُرف بالسرايا الكبيرة.
برج أبي حيدر
كان يقع في المنطقة المعروفة ببرج أبي حيدر من حي المصيطبة في بيروت، وتميز بموقعه العالي المشرف على بيروت القديمة. قيل أنه كان لأمير اسمه أبو حيدر حمود أو كان من آل أبي حيدر، فتاريخه لم يصلنا منه إلا القليل ومنه وثيقة من سجلات محكمة بيروت الشرعية، سجل 1281 رقم 427 تاريخ 22 ربيع الأول 1281هـ وسجل 1263 على 65 ص 152 تاريخ 28 شوال 1264هـ، ذكرها المؤرخ عبد اللطيف الفاخوري في مقالاته وقال: “ورد ذكره في وثيقة باع بموجبها نعمة فارس المقدسي وفضول متري جنحو ونعمة جرجس الشويري وحنا عبد النور إلى الأمير نجيب جهجاه شهاب وخليل ابراهيم الشميل وجرجس جنحو قطعة أرض في مزرعة المصيطبة مشتملة على أغراس متنوعة وبئرين أحدهما نابع والآخر معد لجمع ماء المطر وعلى عمار يعرف بأبي حيدر قدرت مساحتها بسبعة آلاف وأربمائة ذراع”. أهـ
وكتب لي الصديق الأستاذ جورج باسيلا رسالة قال فيها: ” كان مكان البرج دارة جدي توفيق جنحو الذي هدمته شركة المياه بين 1949 و 1950 واقامت مكانه خزان و معمل ضخ للمياه بين جادة سليم سلام و طريق عام برج ابي حيدر. والى جانب بيت جدي كان منزل آل العانوتي و آل المناصفي و آل شاتيلا وآل العريسي وتجاهه منزل مفتي الجمهوريه وقتها المفتي مصطفى نجا. وإن دارة جدي كان يملكها امير من آل ابو حيدر قبل ان يشتريها والد جدي. و لقب المنزل بالبرج لانه كان مبني على صخره ترتفع خمسة عشر مترا عن الطريق و مؤلف من ثلاث طوابق مع درجين على جانبي الصخره من هنا سميت المنطقه ببرج ابو حيدر.”
برج أبي هدير جميع الذين كتبوا في تاريخ بيروت أخطأوا باعتبارهم برج أبي هدير هو نفسه برج أبي حيدر الواقع في محلة المصيطبة، وأنه سمي بأبي هدير لصوت كان يسمع من علوه ونفوذ الرياح إليه. علماً بأن السجلات الشرعية تبين موقع برج أبي هدير المذكور إلى الشرق من المرفأ. وتمتد مزرعة أبي هدير حتى نهر بيروت (المؤرخ عبد اللطيف فاخوري، منزول بيروت). وكتب في جريدة اللواء عدد 14 شباط 2014 ما يلي: ” والمرجح أن أبا هدير هو أحد الذين رابطوا في ساحل بيروت ودافعوا عنها وقد يكون من آل أبي هدير الذين قدموا من الغرب. ويروي آل حطب البيارتة أن أصل شهرة أسرتهم هو أبو هدير. وفي بعقلين ونيحا الشوف اسرة أبي هدير حتى يومنا هذا. روى الصديق المرحوم المحامي فيصل طبارة ان جده لأمه (صالح طبارة) كان صاحب بستان في محلة المرفأ يعرف ببستان صالح طبارة ملاصقاً لدرج القلعة الغربي وكانت مساحته كبيرة تصل حتى بناية فتال. وكان في جبانة الخارجة (التي أقيمت مكانها صالة سينما ريفولي) ضريح مبني مرتفع للمدعو أبي هدير.”
وكانت السيدة سميرة حطب شميطلي قد كتبت لي أن ابو هدير لقب لجماعة من الجبل الأخضر في المغرب العربي حضروا إلى بيروت لسد الثغور من القراصنه. وكان أبو هدير المذكور يمتلك محطبة (بائع حطب) ومضارب عصي من خشب الكينا لفرط حبوب الرز وغلب اللقب (حطب) على الاسم.
ابراج منطقة رأس بيروت المدنية
قبل التعريف بهذه الأبراج ينبغي التذكير أنها أبراج مدنية، وكان معظمها بيوت مؤلفة من طبقتين بنيت على نظام العقد في البساتين والمزارع وتسمى بأسماء العائلات البيروتية التي بنتها أو استملكتها. وكان في منطقة رأس بيروت اثني عشر برجاً على الأرجح، وهي:
– برج اللبان الداعوق: كان يقع قرب خندق ديبو أي خلف محلات الـ ABC في شارع الحمراء اليوم. كانت المحلة تعرف بمزرعة رأس بيروت فيها اشجار توت وفواكه. وكان البرج عبارة عن ثلاثة بيروت مسقوفة بالجسور والأخشاب ومطبخ ويعلوهن عليتان ومصيف يعلو المطبخ ويصعد إليهن بسلم حجر من المراح. (1)
– برج شهاب: كان يقع في شارع الكومودور قرب برج اللبان. (2)
– برج العيتاني: كان يقع في مزرعة رأس بيروت، وتدل الوثائق الشرعية على تعدد غرفه ومالكيه، منهم آل العيتاني وتلحوق. وممن استملك فيه صفية بنت مصطفى العيتاني ويوسف بن محمد العيتاني وخليل صادق العيتاني وخطار تلحوق وحمد تلحوق. (1)
– برج الحمراء: قيل أنه كان يقع في زقاق الحمراء التابع لمحلة رأس بيروت قرب برج العيتاني، وقيل قرب عودة ديبو أي قرب برج اللبان وداعوق. وربما كان هو نفسه برج العيتاني.
– برج ربيز: على الطرف الجنوبي لشارع عمر بن عبد العزيز مكان مقهى المودكا في الحمراء. (2)
– برج الحص: وكان يملكه الحاج خليل بن إبراهيم بن محمد الحص ويحتوي على سبعة أماكن علوية وسفلية وبئر معدة لجمع ماء المطر وحقوق ومنافع، وأوقفه على زوجته خان زاده بنت عبد الرحمن شبقلو وأولاده خمسة ذكور وخمسة إناث. (1)
– برج البواب: ملك الحاج أحمد بن محمد بن أحمد البواب المتوفى سنة 1292هـ/ 1875م يتكون من غرفتين سفلية وعلوية. (1)
– برج شاتيلا: كان قرب المنارة على صخرة مطلة على مقهى الروضة، شاهده دارفيو سنة 1660م (1) أو في ساقية الجنزير بالقرب من الحرش القديم (2).
– برج قدورة: كان يقع قرب مبنى السفارة الايطالية.
– برج الشيخ دعبول: كان يقح حيث المصرف المركزي اليوم. (2)
– برج عرمان: في شارع المعماري خلف مبنى الجفينور اليوم. (2)
– برج فايد: لم يصلنا من المصادر إلا الإسم.
المصادر:
(1) منزول بيروت لعبد اللطيف فاخوري، ص 35، 38، 39، 40.
(2) بيروت المحروسة في العهد العثماني لحسان حلاق، ص 127.
أبراج المصيطبة المدنية
كانت هذه الأبراج تقع ضمن ما كان يسمى قديماً بحي الرمال والرميل التي تشمل المنطقة الرملية الممتدة من القنطاري إلى الرملة البيضاء وتشمل الصنائع والمصيطبة والظريف والزيدانية ورمل طريق الجديدة.
وكنا قد ذكرنا برج أبي حيدر سابقاً. وعرف أيضاً في حي المصيطبة الأبراج التالية:
– برج الأمير فندي: في مزرعة المصيطبة.
– برج حبيب السلموني: في حي المصيطبة خارج بيروت ويشتمل على قبوين معقود أحدهما بالمؤن والأحجار والثاني نصفه بما ذكر والنصف الآخر مسقوف بالجسور والألواح اسفل الدرج ودار راكب بعضها على على القبوين المذكورين مشتملة على ستة محلات وإيوان.
– برج المفتي محمد الحلواني: في مزرعة المصيطبة. يشتمل على مساكن علوية وسفلية، يصعد إلى العلوي بسلم حجر ويحتوي على مربعين وإيوان متوسط بينهما وطيارة تعلو البرج الغربي بدون سقف يصعد إليها بسلم خشب. وكان الحاج مصطفى بن حسين بيهم العيتاني قد باع هذا البرج بوكالته عن المفتي إلى صالح أفندي ابن أحمد السلكة الشامي.
– برج يموت: في زقاق المصيطبة التابع لمحلة زقاق البلاط ويحتوي على أماكن علوية وسفلية وحقوق ومنافع بتملك أسماء وخديجة وفاطمة يموت إرثاً عن والدهن الشيخ أحمد يموت.
– برج دسوم: في محلة زقاق البلاط خاصة عباس دسوم. باعه ابنه سعيد إلى عبد القادر أحمد العيتاني وكان يشتمل على قبو معقود سفلي وثلاث أماكن وإيوان ومطبخ وخمسة علويات.
– برج بيهم: في بستان يخص عمر وعبد الله ومصطفى بيهم ويحتوي على مساكن وحقوق ومنافع وبعض غرف متفرقة وبئر ماء لجمع ماء المطر.
– برج الجمال: لمالكه محمد ابن الحاج حسن الجمال في محلة المصيطبة، وتم بيعه بعد أن سقط بعضه وتشعث.
– برج جنحو: في مزرعة المصيطبة خاصة يوسف جنحو، وفيه قبو معقود بالمؤن والأحجار سفلي البرج. وهو غير برج توفيق جنحو المعروف ببرج أبي حيدر، ولعله كان قريباً منه.
– برج المناصفي: كان يخص عرابي المناصفي في مزرعة المصيطبة ويحتوي على قبوين يعلوهما علية يصعد إليها بسلم حجر.
أبراج الأحياء المحاذية لطريق الشام
وهي أبراج حي القيراط (قرب ساحة الدباس) والدحداح (كركول العبد القديم) والغلغول (آخر نزلة خندق الغميق)
– برج القيراط: كان يملكه الخواجا حبيب يوسف بربارة الدمياطي ضمن بستانه في حي القيراط، ويحتوي على دارين سفلية مشتملة على قبو معقود بالمؤن والأحجار ورواق وستة أود (غرف) ومطبخين وحمام وفسحة دار بعضها سماوية وبعضها مسقوف. والدار العلوية يصعد إليها بسلم حجر وفيها أودة واقعة في أثناء السلم وثلاث غرف مسقفات ومطبخ ومرتفق وفسحة دار مبلطة بالبلاط الرخام.
– برج ناصيف فياض المشهور بالأمير أسعد الشهابي: في مزرعة القيراط بالقرب من برج الكشاف (عرفنا عنه في الجزء الأول) يصعد إليه بسلم حجر يحتوي على خمس أود (غرف) ومطبخ وفسحة دار ودكانين من دكاكين العقد ومنافع شرعية مع حق السقاء من البئر الواقع بحائط البرج القبلي وطريق البرج من داخل الجنينة الملاصقة.
– برج زخور: في حي القيراط خارج المدينة وكان بتملك عبد الله زخور ويحتوي على سبع محلات علوية وسفلية.
– برج دندن: كان في طريق الشام في محلة الدحداح التي كانت تجاه فلافل صهيون اليوم. ودندن نسبة للأمير دندن شقيق الأمير فياض الوافد مع الأمير فخر الدين عند عودته من الشمال سنة 1618م. وكان البرج بتملك الوجيهة البيروتية حافظة مصطفى دندن وكان بجانبها القبلي دارة عبد الرحيم الصلح مدير تلغراف بيروت في ذلك الوقت. وقرب هذا البرج بني كركول العبد، وهذا العبد كان خادماً عند الست حافظة وتسمية الكركول باسمه له قصة طريفة سنذكرها على موضع آخر بهذه الصفحة قريباً.
– برج دعبول: وكان أيضاً في محلة الدحداح المذكورة فيه قبوين معقودين بالمؤن والأحجار اسفل البرج.
– برج الغلغول: لم يصلنا إلا الإسم.
___
المصدر الرئيسي: منزول بيروت للأستاذ عبد اللطيف فاخوري ص 36-41
وانظر: بيروت المحروسة في العهد العثماني للدكتور حسان حلاق ص 126
أبراج حي القنطاري
قبل التعريف بهذه الأبراج ينبغي التذكير أنها أبراج مدنية، وكان معظمها بيوت مؤلفة من طبقتين بنيت على نظام العقد في البساتين والمزارع وتسمى بأسماء العائلات البيروتية التي بنتها أو استملكتها.
كان في منطقة القنطاري ثمانية أبراج على الأرجح، وهي:
– برج البربير: كان في مزرعة القنطاري بحي الرمال خارج بيروت (حي الرمال هي المنطقة الممتدة من القنطاري إلى الزيدانية كما كانت تسمى قديماً)، من أملاك نفيسة وعايدة بنتي عثمان محمد البربير، علوي وسفلي بعضه من الأقبية معقود بالمؤن والأحجار والبعض مسقوف بالجسور والأخشاب.
– برج بني نعمان: في مزرعة القنطاري فوق مينة الحسن (كانت تكتب مينة “الحسن” بدل “الحصن” بالسجلات الشرعية والمدنية قديماً وهكذا كانت تعرف)ز هذا البرج كان قد باعه حسن مصطفى سعادة وشقيقته آمنة إلى عبد القادر بن علي البابلي وكان يعرف ببرج بني نعمان يشتمل على قبو حجر ويصعد إلى البرج المرقوم بسلم حجر يحتوي على فسحة دار وعليّة يعلوها تخت، وبداخل التخت تقيسة وفسحة دار ثانية تعلو القبو الجاري في ملك علي شبلي.
– برج الميقاتي: في مزرعة القنطاري فوق جبانة الصمطية (وهي السمطية أو السنطية) خارج المدينة، وكان بتملك الحاج أمين الميقاتي.
– برج الطيبي: في مزرعة القنطاري خارج بيروت.
– برج السبليني: في حي الرمال خاصة الحاج إبراهيم السبليني. وقد باعه ابنه قاسم إلى جبور جرجس شحادة وزوجته هلون متري الفرنيني. كان يحتوي على عليتين أسفلهما قبو معقود.
– برج عبد الملك: في مزرعة القنطاري بتملك الشيخ محمد سعد والشيخ شبلي ولدا يوسف بك عبد الملك. كان يحتوي على ثمانية مساكن علوية مسقفة وعلى سبعة أبنية معقودة وثلاث بيوت منفردة عن البرج وعلى بئرين أحدهما نابع والثاني معد لجمع ماء المطر.
– برج فتيحة (حمادة) بناه عبد الفتاح آغا حمادة المشهور بفتيحة سنة 1827م في بستان يمين الشهير بجميزة يمين. وفي سنة 1859 اشتراه موسى وسليم وإبراهيم يوحنا فريج وكان يتألف من طابقين علوي وسفلي يشتمل كل منهما على مساكن ومنافع شرعية وجنينة وثلاث قطع أرض ملاصقة له.
– برج المدور: خاصة الحاج عرابي بن الحاج علي المدور ويشتمل على أرض واغراس أشجار توت وفواكه وثلاث أقبية معقودة بالمؤن والأحجار.
أبراج ميناء الحصن والبسطة
قبل التعريف بهذه الأبراج ووصفها، تجدر الإشارة إلى أن حي ميناء الحصن مذكور في السجلات الشرعية والمدنية منذ القدم بإسم “ميناء الحسن” وهكذا كان يطلق عليه، وكلمة “الحصن” مستجدة ودخلية على الإسم فلا يوجد دليل لإطلاق التسمية على حصن كان موجود بهذه المحلة.
– برج الهبري: كان يخص الحاج عمر الهبري وفاطمة درويش النابلسي في محلة ميناء الحسن ويشتمل على بيت أرضي وثلاث علالي وإيوان ومطبخ مسقوف وفسحة دار سماوية وأصلين تين وبئر لجمع ماء المطر.
– برج الطرابلسي: في ميناء الحسن كان يملكه الحاج محمد بن صالح الطرابلسي، وقد وقفه مع أملاك أخرى على نفسه ثم على زوجته فاطمة مصطفى اللاذقي ثم على أولاده… كان يشتمل على ثلاث بيوت أرضية بجانبها فسحة وقبو معقود بالمؤن والأحجار وعلى دار علوية محتوية على ثلاث علالي ومطبخ ومنافع شرعية وحقه بربع ماء البئر المتجمع ماؤه من ماء المطر.
– برج البلح: في محلة ميناء الحسن بتملك الحاجة خديجة بنت محمد بن عبد اللطيف الدبس. وفي الأرض التابعة له قبو وعلية فوق البرج المذكور.
– برج الرفاعي: في محلة ميناء الحسن. مالكه الشيخ محمد ابن الشيخ مصطفى الرفاعي. وفيه علية قبلية كبيرة وغرفة سفلية يفصل سلم البرج بينها وبين غرفة ثانية.
– برج الداعوق: في محلة الزيتونة خارج المدينة خاصة حسين الداعوق ويحتوي على أماكن علوية وسفلية قبلته ملك بسّول.
– برج الشامية: برج قديم باعه مالكه محمد محمد سنتينا إلى أنطون بك مصرلي أوغلي (المشهور بأنطون بك، ومصرلي أوغلي تعني ابن مصر). موقعه في قطعة أرض كانت في محلة التنزه قرب محلة الشامية، ويحتوي على ثمانية أماكن وأودة (غرفة) في جانبه القبلي وعلى ثلاث بيوت متلاصقة وأودة منفردة وثلاثة مخازن متلاصقة جديدة يحده قبلة وغرباً مقبرة الصنطية (السنطية أو السمطية كما تلفظها العوام).
– برج الميقاتي: في مزرعة القنطاري فوق جبانة الصمطية (وهي السمطية أو السنطية) خارج المدينة، وكان بتملك الحاج أمين الميقاتي.
– برج شعبان: في عين المريسة قرب محطة الديك.
– برج العريس: بين البسطتين الفوقا والتحتا. قيل إنه كان يتصل بمغارة إلى محلة المزرعة.
________
*مؤسس/ رئيس جمعية تراثنا بيروت