قصور بيروت في القرن التاسع عشر

زكريا الغول ـ محامٍ وماجستير في التاريخ. عضو جمعية تراث بيروت

إثر خروج بيروت من الحكم المصري ، وتوسعها خارج السور القديم ، لتشمل مناطق وأحياء كانت تقع خارج إطار ذلك السوق ، شهدت تلك المناطق والأحياء تشييد قصور مميزة من ناحية عمارتها وجمالها ومن تلك القصور التي شيدت خلال القرن التاسع عشر نذكر :

  1. قصر سرسق في الأشرفية:

يعتبر هذا القصر من أكبر القصور وأجملها ،وقد بناه موسى سرسق في العام 1850 ، في حي متفرع من من شارع الجميزة ، وقد حمل ذلك الشارع إسم عائلة سرسق فيما بعد.

يحتوي هذا القصر على مجموعة مميزة من التحف والسجاد واللوحات ، وهو مازال حتى الآن من اهم القصور الموجودة في مدينة بيروت واجملها .

  • قصر آل سلام في المصيطبة :

ما إن إنتقل علي عبد الجليل سلام الى منطقة المصيطبة ، حتى بنى قصرا” مقابل قصر محمد بيهم ، وقد بدأ بناء القصر في العام 1853 ، وإنتقل القصر لاحقا” الى إبنه علي بعد وفاة عبد الجليل .

كان قصر آل سلام في المصيطبة شاهدا” على احداث مهمة رافقت ولادة دولة لبنان الكبير ، وفي العام 1938 ،بعد وفاة علي سلام إنتقل القصر الى الرئيس صائب سلام ، وتحول القصر الى حركة سياسية وشعبية لا تهدأ إرتباطا” بزعامة الرئيس سلام الإستثنائية ، والقصر ذو طابع عربي ويخضع حاليا” للترميم .

  • قصر عبدالله بيهم:

بنى عبدالله بيهم قصره في منطقة باب إدريس عام 1850 ، وهو كان من كبار التجار ، وكان يعتبر من أجمل القصور البيروتية ، وشهد القصر أحداثا” هامة منها إستقبال الأمير عبد القادر الجزائري .

  • قصر عبد القادر:

تم بناء هذا القصر في منطقة زقاق البلاط عام 1860 ، وقد إتخذت منه البعثة الفرنسية العلمانية مركزا” لها ، وبجانبه تم بناء مدرسة عرفت بإسم الليسيه عبد القادر ، وفي العام 1985 إشترى الرئيس الشهيد رفيق الحريري القصر وقام بترميمه واصبح يستعمل كمكاتب إدارية لمدرسة الليسيه عبد القادر .

  • قصر القنطاري:

تم بناء هذا القصر على يد حنا حنين ، ثم إنتقل الى نسيبه درويش حداد بالمصاهرة وإكتمل بناء القصر في العام 1890 ، وفي العام 1925 إنتقل القصر الى ملكية إبنة درويش حداد زوجة فؤاد الخوري ، وإتخذته الشركة الفرنسية لسكة الحديد مقرا” لها لاحقا” .

إنتقل الرئيس بشارة الخوري الى قصر القنطاري عام 1939 بناء على دعوة شقيقه فؤاد ، وبعد إنتخابه رئيسا” عام 1943 إتخذ من القصر مقرا” له وأصبح من ذلك الوقت يعرف بقصر القنطاري .

وعرف هذا القصر أحداثا” هامة لاحقا” إبان نهاية ولاية الرئيس بشارة الخوري ، كما عرف أحداثا” كبرى أثناء ولاية الرئيس كمال شمعون .

بيروت كانت مدينة متطورة في القرن التاسع عشر ، وظهر أثر ذلك في إنتشار القصور ، التي أكدت ان هذه المدينة هي في الطريق لتصبح وتبقى سيدة بين العواصم .

  • قصر الرئيس رياض الصلح :

كان الرئيس رياض الصلح يسكن في محلة رأس النبع ، وكان قد بدأ في بناء قصر له في منطقة بئر حسن ،وكانت تلك المنطقة محط أنظار كبار رجال السياسة في لبنان امثال : أحمد الأسعد ، صبري حمادة والحاج حسين العويني ، الذين إتخذوها مكانا” لسكنهم ، لكن القدر شاء أن لا يسكن الرئيس رياض الصلح في قصره ، بسبب إغتياله في العام 1951 .

  • قصر الحاج حسين العويني:

قام الرئيس الحاج حسين العويني ، ببناء قصر له في منطقة بئر حسن ، وذلك أثناء توليه رئاسة الحكومة في العام 1951 ، وكان القصر يتألف من ثلاث طبقات ، وفي العام 1977 ، إنتقلت ملكية القصر للسيدة عفت زوجة الملك فيصل بن عبد العزيز ، وأثناء الحرب التي عصفت بلبنان ، تم سلب التحف الثمينة ، وتم إخلاء القصر من المهجرين في العام 1995 ، وفي العام 2004 ، باع ورثة الملك فيصل القصر .

  • قصر نجيب صالحة (قصر قريطم ):

كان نجيب صالحة أحد أبرز رجال الأعمال في السعودية ، وقام ببناء قصر في بلدته راس المتن وقصر أخر في بيروت ، بالقرب من قصر عبد الرحيم دياب ، ويعتبر من أجمل قصور بيروت وقتها . بعد وفاة نجيب صالحة في العام 1980 ، إشترى الرئيس الشهيد رفيق الحرير القصر ، الذي قام بربط حديقة القصر ببناء مؤلف من عشر طوابق ، ليعرف منذ العام 1992 ، بإسم قصر قريطم ، منذ تاريخ تولي الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئاسة الحكومة في لبنان .

error: Copyrighted Material! You cannot copy any content from this website