زكريا الغول*
إشتهرت بيروت بالحمامات الشعبية التي إنتشرت في مختلف أحيائها، وفي بداية القرن العشرين ، كان حمام الزاهرية يعتبر سيد الحمامات لناحية روعة البناء والزخرفة ، وكان يقع مكان مبنى الريد في شارع رياض الصلح(المصارف ) ،وكان أصحابه من آل سرسق ومخيش وبيضون .
ومن الحمامات الشعبية التي كانت قائمة في بيروت قديما” ، نذكر :
حمام النزهة
إفتتح عام 1920 في محلة الباشورة ، لصاحبه أحمد بيرقدار ، وتسمية الحمام تعود الى رواده ، لأن التوجه إليه كان بمثابة نزهة ، فكانوا الى جانب الإغتسال ، يأكلون ويشربون ويدخنون النرجيلة .
وكان يتألف من سبع غرف داخلية ، ويستقبل الزبائن ليلا” نهارا” ، وكان الرجال يقصدون الحمام ثماني عشر ساعة أما النساء فكان لهن ست ساعات في فترة الصباح.
وتزامن إنشاء حمام النزهة مع ولادة دولة لبنان الكبير في الأول من ايلول عام 1920 ، إنتقل الحمام من مكانه الى محلة زقاق البلاط ، وحمل إسم حمام النزهة الجديد ويطل على جسر فؤاد شهاب .
حمام البلدية في البسطة التحتا (حمام الجربانين)
إقيم في محلة البسطة التحتا ، وذلك إبان الأزمة الإقتصادية التي عصفت ببيروت خلال الحرب العالمية الأولى ، وكانت قد إنتشرت الأوبئة والأمراض ومنها الجرب ، لذلك بدأ توزيع الدواء المضاد للجرب مع الحصول على حمام ساخن لإقتلاع الجرب من جذوره .
تحول إسمه الى حمام البلدية ، وكان يقع في الطريق الذي يربط حوض الولاية بالبسطة التحتا ، وقد توقف عمله عام 1975 .
الحمام البلدي العام في صبرا (حمام المقملين)
خلال الحرب العالمية الأولى ، قامت الدولة العثمانية بإنشاء الحمام في محلة صبرا ، وكان أشبه بالمحجر الصحي ،يفرض على كل قادم من الريف الى بيروت ، أن يستحم فيه ويدهن جسده بمرهم الجرب . بعد إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920 ، هدمت بلدية بيروت الحمام ، وأقامت مكانه حماما” بلديا” عاما” ، ومع إندلاع الحرب عام 1975 ، تحول الى مقر لقيادة حرس بيروت .
________
*محامٍ وماجستير في التاريخ/ جمعية تراثنا بيروت.