كان البيارتة قديماَ يدخنون التبغ بقصبة تعرف بالجبق شبيهة بالغليون المعروف. ولم تقتصر على فئة معينة بل انتشرت في معظم المقاهي والبيوت، رجالاً ونساءً، والوجهاء من البيارتة كانوا يغالون في إكرام الأركيلة فيجعلون قصبتها من عود الياسمين ربما بلغ طولها ثلاثة أو أربعة أذرع، وفي فم القصبة حلمة عظيمة من “الكهربا” وهو الكهرمان وربما رصعت بالأحجار الكريمة.
وبعد ذلك صار الناس يستعملون اللفافات الورقية بدل القصبات، وراج منها أنواع متعددة ربما كان أشهرها ورق الشام الذي اكتسح السوق ولا يزال يوجد منه حتى يومنا هذا.
وكان كورنيليوس فان دايك (1818-1895) Cornelius Van Alen Van Dyck أحد مؤسسي الجامعة الأمريكية في بيروت ومترجم الإنجيل إلى اللغة العربية من مدخني الأركيلة (انظر الصورة المرافقة للموضوع)، فسأله أحدهم مرة وهو جالس “يؤركل” على شرفة منزله في رأس بيروت: “أيهما أفضل السيكارة أو الأركيلة”، فقال: “ما أضرب من حنا إلا حنين، الله يلعن الاتنين”. وذهب قوله هذا مثلاً معروفاً.
________
مؤسس ورئيس جمعية تراثنا بيروت.