الأصول الإجتماعية للمفردات والتعابير العامية البيروتية (16).. على شكلو شكشكلو!

د. سهيل منيمنة*

هذا قول شائع يطلق على شخصين وافق أحدهما الآخر بالطباع، وأكثر ما يطلقه البيارتة على الزوجين وهو شبيه بالمثل العربي القديم “وافق شن طبقة”. فإذا كان الزوجان متوافقين قالوا: “ما جمع حتى وفق، والمرا المصائبة خير من العاقبة”. أما إذا كانا غير متوافقين، فهنا تكثر الأمثال لأن الحالة صيد ثمين أكثر دسامة ودعوة لتركيب المقلة والقيل والقال عالتقيل. فيقولون بعد الغمز واللمز مما اشتهر من أمثالهم:

– الشرشوح للشرشوحة والمقروق للمريوحة

– زوّجوا فلانة وشرطو عليها شروط، ولابقة هالسكفة لهالقلعوط

– بعد طول العزوبيه، راح تزوج كركوبية

– قال لها حبيني وخدي لك جحش، قالت المحبة ما بتكون دحش

– نزلت العبدة عالسوق، ما استحلت غير شفاتير مرزوق

ولأهمية موضوع الوفاق في الزواج، ولكي يسلم العروسان من ألسنة النسوان، كان البيارتة في القرن التاسع عشر يلجأون إلى ما يعرف بحساب الجمل. فكانوا يجمعون أحرف اسم الشاب الراغب في الزواج واسم البنت المرغوب فيها ويضيفون على المجموع سبعة، ثم يسقطون من الحساب 99 وينظرون النتيجة. فإذا كان الباقي واحداً أو اثنين كان السعد في الزواج، وإن كان ثلاثة فعسر بعد يسر، وإن كان أربعة فويل وثبور وعظائم الأمور!

***

الصورة لعروسان بيارتة “متوافقان” في الثلاثينات.

________

*مؤسس ورئيس جمعية تراثنا بيروت.

error: Copyrighted Material! You cannot copy any content from this website