الأصول الإجتماعية للمفردات والتعابير العامية البيروتية (17).. شمّع الخيط!

سهيل منيمنة*

هو تعبير يقال للذي يستطيع الفرار من موقف ما، أو يقال “شمعلو الخيط” لمن تنطلي عليه الحيلة.

كانت الحياكة أيام زمان من الصناعات الحرفية الجميلة وكان أصحابها يتفننون في إنتاج أجود أنواع الألبسة والبسط وغيرها. إشتهرت عدة قرى لبنانية بهذه المهنة مثل بلدة الذوق وانتجت النول الذوقي المعروف، وبلدة برجا في أقليم الخروب التي نالت شهرة كبيرة في عمل الحياكة وتسويقها. ولم تغب الحياكة عن الأجواء التراثية البيروتية مع أنها اتجهت لإنشاء مشاغل الخياطة والتطريز أكثر.

ويقال أن لصاً دخل مرة بيت حائك بيروتي فقبض عليه. قال اللص: “أنا ما جيت بقصد السرقة ولكن جيت لأعلمك كيف بتشمع الخيطان، حتى يصير نسيجك متين وجميل المنظر”.

انطلت الحيلة على الحائك الذي سأل اللص عن كيفية تشميع الخيطان، فأخرج الأخير من جيبه قطعة من الشمع وأمسك “بكبكوب” من الخيطان. ناول اللصّ الحائك طرف الكبكوب وأخذ يشمع الخيط شيئاً فشيئاً ويكرّه من الكبكوب ويبتعد حتى توارى وهرب، والحائك لا يزال ممسكاً بطرف الخيط. ولما أحست زوجة الحائك بطول غيابه نادته قائلة: شو صار يا رجال؟”، فأجابها: “يلا… أخونا عم يشمع الخيط”.

وصار هذا التعبير منذ ذلك الوقت معروفاً.

________

*مؤسس ورئيس جمعية تراثنا بيروت.

error: Copyrighted Material! You cannot copy any content from this website