الأصول الإجتماعية للمفردات والتعابير العامية البيروتية (18) .. مقمّط بالسرير!

الوجيه البيروتي محمد لبان مع ابنه المقمط بالسرير على شاطىء المنارة قديماً. (مجموعة السيد مازن شاتيلا)
د. سهيل منيمنة*

عندما أعلن الجنرال غورو استقلال لبنان “الكبير” سنة 1920، نظم شاعر الشعب عمر الزعني أغنية بعنوان “مصيبة كبيرة” قال فيها:

من يوم صار لبنان كبير ** ما عاد في بالدنيا صغير

حتى ولا مقمط بسرير ** من ساعته بيخلق كبير

مصيبة كبيرة وهم كبير

وكلمة “قماط” في معاجم اللغة هو حبل تشد به يدا الأسير، وقوائم الشاة للذبح. وقمطت المرأة ولدها أي لفته ثم ربطت حوله قماط. وفي جبل لبنان بلدة اسمها “القماطية” ربما اشتق اسمها من إحدى هذه المعاني. ومعلمي البناء يسمون الحجر الأوسط في بناء العقود “المقموط”.

وفي بلادنا يقال للمنديل الذي يلف به الرأس القمطة.

وربما يكون القارىء يعرف بلدة القماطية ويعرف قمطة الرأس ويعرف تقميط الولد بالسرير، ولكنه على الأرجح لا يعرف أن الأمهات في بيروت قديماً كن يضعن على سرير الولد المقمط فراشاً مثقوباً يوضع فيه “السيبك” وهو قناة خزفية تستعملها الأم لطفلها ليبول فيها وهو مضطجع في سريره.

ومن الأمثال البيروتية المعروفة: الله بيرزق الكبير والصغير والمقمط بالسرير.

________

*مؤسس ورئيس جمعية تراثنا بيروت

error: Copyrighted Material! You cannot copy any content from this website