الأصول الإجتماعية للمفردات والتعابير العامية البيروتية (19).. حِكي بدري!

مقهى بيروتي قرب حرش بيروت مطلع عشرينات القرن الماضي كما ظهرت في كتاب André Geiger .. Syrie et Liban – Editions Arthaud
د. سهيل منيمنة*

كانت المقاهي في بيروت قديماً يقع أغلبها ضمن ثلاثة مناطق هي:

1. مقاهي البلد مثل مقهى الزجاج (قهوة القجاز) وفاروق والجميزة وفلسطين والمعرض والبسطة الفوقا والبسطة التحتا وغيرها.

قهوة القجاز بريشة الأستاذ أنطوان مطر، صديق جمعية تراث بيروت

2. مقاهي المرفأ وكانت كثيرة يتردد اليها البحارة والعمال وشيوخ العتالة وموظفو البور.

أحد مقاهي المرفأ نهاية القرن التاسع عشر

3. مقاهي الساحل مثل مقهى الحاج داود في الزيتونة وقهوة الغلاييني في الروشة وأبو زيد العيتاني في آخر خط المنارة، وغيرها.

نفس أركيلة على شرفة مقهى الحاج داود أيام زمان

وفي قهوة البسطة التحتا كانت تقام حفلات “كركوز وعواظ” وهي من عروض خيال الظل، وكان يقوم بعرضها أشخاص عرف منهم قديماً سعيد النصبة وطرمان وأم شكردن.

أما الشخص الذي كان يمثل دور التنبل بليد الفهم فكان اسمه مصطفى بكري. فاستعار البيارتة كنية هذا الشخص وصاروا يقولون لبليد الفهم عندما يشارك في الحديث أو يخطر رأي على باله: “درلو بكري”، ولاحقاً استبدلت “بكري” بـ “بدري” وصار يقال: “حكي بدري” والبعض يكمل التعبير ويقول: “حكي بدري وانشرح صدري”!

________

*مؤسس ورئيس جمعية تراثنا بيروت

error: Copyrighted Material! You cannot copy any content from this website