الجدع هو في التراث البيروتي هو الشخص القوي صاحب الهمة والمروءة والحفاظ على مبادىء الشرف والكرامة والتمسك بها. أما لفظ جدع فلعله من الجذر العربي (ق د ع)، الذي يفيد الكف والمنع والكبح… ثم لعله كان، على عادة بعض اللهجات العربية، ثمط تعطيش في لفظ حرف القاف ليلفظ كما “الجيم” المصرية” كما ذكر صديقنا الدكتور وجيه فانوس . وقيل هو القطع البائن في الأَنف والأُذن والشَّفةِ واليد ونحوها كما في لسان العرب لابن منظور.
وربما يقول القارىء أن الصفات المشار اليها للجدع تنبطق على القبضاي، وهذا صحيح، إلا أن الفارق أوضحه الدكتور فانوس قائلاً: “ورغم أن القبضاي هو بالضرورة جدع، فليس كل جدع قبضاي. فالقبضنة تفترض سلطة على الجماعة وحماية لها، أما الجدعنة فهي قدرة فردية وتظل في المجال الفردي.”
أما أمثلة الجدعان في الذاكرة البيروتية فهي كثيرة لا يكاد يخلو حي أو زاروب منها، ولعل أهم من وفق في تجسيد هذه الشخصية على الشاشة اللبنانية هما الفنانان الراحلان أحمد خليفة (الصورة) وسامي مقصود.
________
*مؤسس/ رئيس جمعية تراثنا بيروت