للكتاب و”العازارية” قصة أخرى، فعلى حجة المكتبات داخل المبنى وفي الشوارع المحيطة به، كشارع “المعرض” وشارع “سوريا”، حيث كان يتردد التلامذة والطلاب لشراء كتبهم قبيل بداية العام الدراسي مع حلول شهر تشرين من كل عام، نشأت سوق موازية (مؤقتة) للكتب المستعملة بأسعار زهيدة، في الباحة الداخلية وعلى الأرصفة الجانبية عرفت بسوق “العازارية”، حيث كان خلال موسع بيع وشراء وإستبدال الكتب المستعملة، يصعب الدخول والخروج إلى المجمع بسبب حجم الإزدحام غير المسبوق الذي يستمر ليلاً نهاراً.
وكانت الفرحة الكبرى لأصحاب المكتبات والبسطات عندما تتوافد عليهم الآلاف المؤلفة من الطلاب الذين يريدون بيع كتبهم التي انتهوا منها، ليشتروا بثمنها كتباً مستعملة للسنة الدراسية المقبلة. فكانت هذه السوق مكاناً رائجاً لهذه التجارة وسوقاً للمقايضة أيضاً، ذلك أن بعض الطلاب كان يعرض كتبه على سبيل المقايضة مع كتب أخرى.
والمفارقة أن أغلب من كان يمتهن تجارة الكتب هم من عائلات الزين ومغنية وعاصي، وغالبيتهم يقطنون وقتها منطقة الخندق الغميق.
________
*باحث في التراث الشعبي/ عضو جمعية تراثنا بيروت