زاهية قدّورة (1920-2002)

د. حسان حلاق*

الدكتورة زاهية مصطفى قدورة من مواليد بيروت المحروسة عام 1920 وهي رائدة من رائدات الحركة النسائية والفكرية والتاريخية والاجتماعية والنضالية في بيروت المحروسة ولبنان والعالم العربي.

نشأت الدكتورة زاهية قدورة في رحاب اسرة علم ومعرفة فقد تعلم اجدادها ووالدها واعمامها واخوتها اما في الجامعة الاميركية او في الجامعة اليسوعية لاسيما وان جدها الدكتور الطبيب اديب قدورة كان اول مسلم طبيب يتخرج من الكلية السورية الانجيلية اي الجامعة الاميركية وذلك منذ عام 1881.

تلقت الدكتورة زاهية قدورة علومها الاولى في كلية بيروت الجامعية ثم في الجامعة الاميركية ثم نالت من جامعة القاهرة درجتي الماجستير والدكتوراه في التاريخ الاسلامي وبعدفترة تزوجت من الدكتور محمد عبد السلام كفافي الاستاذ في جامعة القاهرة ثم عميدا لكلية الاداب في جامعة بيروت العربية.

في اثناء وجودها في مصر 1951-1943 شاركت الدكتورة زاهية قدورة في التظاهرات من اجل فلسطين ولبنان والقضايا العربية الاخرى وقابلت شخصيا في القاهرة على رأس ود الرئيس الشهيد رياض الصلح.

في عام 1951 التحقت بالجامعة اللبنانية في التعليم في قسم التاريخ واستمرت بالتدرج الوظيفي الى ان تولت منصب عميد كلية الاداب والعلوم الانسانية بين اعوام 1977-1971 وقد استطاعت في خلال هذه الفترة وقبلها تعريب البرامج الانسانية في الشكل والمضمون.

استمرت طيلة حياتها الجامعية الى عام 1998 ناشطة من اجل القضايا الوطنية والعربية يأتي في مقدمتها قضية فلسطين ولبنان والجزائر ومصر والخليج العربي والمغرب العربي.

والحقيقة فقد استطاعت من خلال رئاستها لعدد من الاتحادات والروابط والجمعيات النسائية من تحقيق الكثير من المطالب النسائية والسياسية والاجتماعية وقد استطاعت ان تقود حركة وطنية نشطة ابان حرب 1967 حيث جمعت الاموال والدهب من اللبنانيين واللبنانيات من اجل دعم صمود الجيش المصري. ولابد من القول بانها دعمت انشاء جامعة بيروت العربية عام 1960 بالتواصل مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ودعمت جميع المطالب الجامعية الوطنية والمطالب القومية.

للدكتورة زاهية قدورةالعشرات من الكتب والمؤلفات والبحوث العلمية لهذا تنافست جمعيات المجتمع الاهلي والمدني لتكريمها في اكثر من مناسبة ونالت شهادات دكتوراه فخرية واوسمة رسمية ودروع تكريمية كما تم تسجيل رسائل ماجستير ودكتوراه عن سيرتها ومسيرتها العلمية والنضالية.

هذا وقد توفيت الدكتورة زاهية قدورة بعد حياة حافلة بالعطاء والعلم والخير في العاشر من تشرين الاول من عام 2002.

ونظرا لعطاءاتها فقد اقترحت على وزارة التربية والتعليم العالي تسمية ثانوية باسمها وقد اطلق اسمها على ثانوية في منطقة القلعة – كراكاس في بيروت كما اقترحت على بلدية بيروت باطلاق اسمها على شارع مهم وقد اطلق اسمها على احد الشوارع في باطن بيروت المحروسة.

________

*مؤرخ/ أستاذ التاريخ في جامعة بيروت العربية.

error: Copyrighted Material! You cannot copy any content from this website