جوليا بنت المعلّم جرجس طعمة وفريدة ناصيف.
ولدت في بلدة المختارة الشوفية بجبل لبنان عام 1883، وتلقت علومها الإبتدائية في مدرسة يدرّس فيها والدها في المختارة ثم انتقلت إلى مدرسة الأميركان في صيدا لمدة ثلاث سنوات التحقت بعدها بمدرسة الشويفات بإدارة القس سعد حيث درست فيها لمدة سنة واحدة ثم اختارتها المدرسة للذهاب إلى مدرسة شفاعمرو الانجيلية في الجليل الأسفل بفلسطين وقابلت مديرها الإنكليزي جورج ديفيد سكوت.
مكثت جوليا في شفاعمرو سنتين، صادفت خلالهما ماتيل مغنّم التي ألفت لاحقاً أول كتاب باللغة الإنكليزية عن المرأة العربية، قبل أن تعود إلى لبنان، وتحديداً إلى بلدة برمانا ومارست فيها التعليم لمدة عشر سنوات.
في العام 1910 قام المدير الإداري لجمعية المقاصد السيد بدر دمشقية برفقة الرئيس سليم علي سلام بزيارة جوليا في مستشفى الجامعة بعد إصابتها بحادثة تسبب بها حصان جامح في شارع صار يعرف لاحقاً بشارع كليمنصو. ثم طلب منها سلام أن تتولى إدارة مدرسة البنات التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية بعد أن أعجب بقوة شخصيتها وثقافتها الرفيعة. قبلت العرض وحققت نتائج باهرة في السنوات الثلاث التي أمضتها في إدارة الكلية، ولمعت من تلميذاتها نخبة من فتيات بيروت.
أما بدر دمشقية فقد تخطى إعجابه بها إلى العشق إلى أن تم زواجهما في القاهرة في شهر أيلول/ سبتمبر سنة 1913 على يد مأذون قسم عابدين وأبرم عقد الزواج بعد طلاق بدر من زوجته الأولى. أنجبت منه ابنتها سلوى عام 1914 وأسمتها سلوى وبعد 5 سنوات أنجبت ابنها وأسمته نديم وهو من أصبح فيما بعد سفيرا للبنان بلندن.
منذ العام 1915 وحتى العام 1921 كان منزلها منتدى للكثير من الشعراء والأدباء. وأنشأت في نيسان/ ابريل عام 1921 مجلة “المرأة الجديدة” فكانت أول مجلة نسائية في لبنان . كان زوجها بدر المساعد والمشجع الأول على انشائها المجلة، في انطلاقة المجلة التي أسست وحُررت وطُبعت من حديقة المنزل. وقد استمرت تلك المجلة في الصدور سبع سنوات توقفت عن الصدور بعدها بسبب مرض أصاب جوليا وحال بينها وبين متابعة إصدارها. وكتبت في المجلات النسائية وغيرها مثل “صوت المرأة” و”لبنان” و”الحسناء” وغيرها من المجلات.
ترأست جوليا جمعية “تهذيب الفتاة” ثم “الاتحاد النسائي” وكانت قبل ذلك في عام 1917 قد كونت مع نخبة من فضليات المجتمع اللبناني “جامعة السيدات”، وكان الأعضاء يجتمعون بمنزلها ويقمن معها بالأعمال الخيرية الاجتماعية. منحت وسام الإستحقاق اللبناني المذهّب في عام 1947 وقالت وهي على فراش المرض: “أود من زوجي وأولادي، اعتبار هذا الوسام كوديعة وقتية يسلموها من بعدي لأول امرأة لبنانية تعتلي منصة الخطابة ممثلة عنكن وعن نساء الأمة في المجلس النيابي…”.
توفيت جوليا طعمة عام 1954.
**
المرجع الرئيسي: بدر بك دمشقية لعبد الستار اللاز. مكتبة أنطوان، ط1؛ 2019
وانظر: جوليا طعمه دمشقية لميشال جحا. دار رياض الريس. ط1؛ 2003.
________
*مؤسس/ رئيس جمعية تراثنا بيروت
سلسلة “عقد الياقوت في تراجم أعلام بيروت” 14