نبيل شحاده*
كان تشارلز ويليام ويلسون ضابطا عسكريا بريطانياً وجغرافياً , عمل على تحسين أداء الاستخبارات العسكرية البريطانية في عصر كان يُنظر فيه إلى التجسس على أنه “عمل غير نبيل” أو “عمل حقير”..
لم يؤدي وظيفته في السر , بل دخل الى مناطق الشرق علنا من بيروت في عام 1865 ومنها اتجه جنوبا مع فريقه الى فلسطين التي كانت تعتبرها بريطانيا ممرا سريعا يربط بين أوروبا و الهند, فاستكشف ودرس جميع المجالات التي تصب حكما في خدمة الأهداف العسكرية.
خلط ويلسون في عمله بين الأبحاث العلمية ودراسة الآثار التوراتية مع دراسة الأهداف العسكرية والمدنية مثل الطرق وخطوط الدفاع ومصادر المياه, محققا أرباحا طائلة من خلال بيع خرائطه والصور التفصيلية التي أنتجها بجودة عالية.
أصدر مجموعة كتب في سلسلة تحت عنوان ( Picturesque Palestine Sinai, and Egypt ) مستخدما اثنين من أهم الأشخاص الذين عملوا في مجال الرسم و التصوير وهما ( Harry Fenn ) و ( J.D.Woodward ) , ومن أحد أجزاء هذه السلسلة التي صدرت في عام 1880 عن دار ( VIRTUE ) انقل مجموعة الصور, مع ترجمتي لجزء من النص المتعلق ايضا بمدينة بيروت , والذي سأعود اليه لاحقا و بالتفصيل. يقول ويلسون عن بيروت :
“إن مناخها الجيد ومياهها النقية ومزاياها التعليمية وأهميتها التجارية وأمانها من مخاطر الحرب الأهلية والمذابح, جعلها الملاذ المفضل لجميع الطوائف والطبقات”.
ويقول أيضا :”اشتهرت بيروت بصناعة الحرير لسنوات طويلة ، وبجواهرها العصرية وريادتها في أعمال صياغة الفضة والذهب, كما في صناعة الأقمشة الرائعة من الحرير والصوف والقطن ، وهي الآن رائجة جدا في البلدان الغربية حيث تستخدم أيضا في صناعة الستائر والوسائد ، والمجالس.
تزداد هذه المدينة , عامًا بعد عام بجمالها ونفوذها في الشرق ، وتسعى مؤسساتها إلى أن تكون أكثر نفعا وعملا للخير من جامعتها الشهيرة في عصر الإمبراطور الروماني جستنيان.”
________
*باحث/ عضو جمعية تراثنا بيروت