كلمة أباجور abat-jour تعني في اللغة كاسر الضوء وأيضاً غطاء المصباح، وتستعمل في لبنان للدلالة على الشبابك المصنوعة من الخشب بشكل ستائر منحنية وربما يكون لغطاء المصباح صلة لأنها لا تحجب النور وتسمح لجزء منه بالدخول لإنارة الغرف والمنازل، إضافة لـ “السترة” التي يحرص عليها أصحاب البيوت اللبنانية.
إبتدأت صناعة الأباجورات قديماً في بيروت ولا تزال تزين منازل تراثية يعود بعضا لأكثر من 150 سنة. وفي سنة 1910 كان يوجد في بيروت معامل في بيروت لصنع الأباجورات منها معمل إبراهيم سليم الترك الواقع في خان التوتة من ناحية مدخل سوق الدلالين (كان بجوار جامع الأمير عساف)، واتخذ البعض ورش صغيرة أو في بيوتهم اشتهر منهم في ذلك الوقت:
محمد سعيد قليلات في زقاق الغندور
عمر ومصطفى منيمنة في حي الأشرفية
صالح منيمنة في رأس النبع
محمد كبريت ومصطفى العريس ومحمد خطاب في البسطة التحتا
سليم وعبد الرحمن شهاب في البسطة الفوقا
يعقوب صوان وحبيب ثابت ومتري رزق في المصيطبة
عثمان القرى وسعيد الداعوق في محلة الرمل (الزيدانية)
يوسف أبو سمرا في رأس بيروت
معمل ميشال الريس في وادي أبو جميل
فبركة كنعان في شارع مار الياس
ولعل أشهر من عمل في صنع الأباجورات في رأس بيروت قديماً هو المعلم الياس نعمة عرمان، وكان شديد الثقة بمهارته لدرجة أنه بينما كان يوماً يصنع أباجورات داخل مدرسة اللعازارية (كليمنصو فيما بعد)، أتت مديرة المدرسة وقالت له عندما رأت القطع الصغيرة: ” ما حرام هالقطع ينعملوا حطب؟” فما كان منه إلا أن أوقف العمل في الورشة وذهب ولم يعد إلا بعد أن شرحوا للمديرة وظيفة هذه القطع وأعتذرت له.
________
*مؤسس/ رئيس جمعية تراثنا بيروت