اثناء تصفحك أسماء الكتب على شبكة الانترنت, يلفت انتباهك بعضها, ولكن ان تجد كتابا صدر في عام 1965, اسمه “ارض و شعب لبنان” الّفته ابنة المؤرخ فيليب حتي, “فيولا” التي انتقلت مع والدها الى الولايات المتحدة في عام 1926, فهذا يستحق ان تتوقف قليلاُ, وتمنح نفسك رحلة شيّقة الى أعماق كتابها بحثا عن فقرة او جملة تستعيد بها شيئا من ذاكرة بيروت.
“فيولا حتي ويندر” الكاتبة والصحافية البارعة, قدمت الى قرائها في العالم صورة أرض فينيقيا القديمة, او لبنان, بتاريخه الطويل وصولا الى حاضره في زمن الستينات من القرن العشرين, حيث كان العالم كله, يضجّ مبهوراً بالتجربة اللبنانية الرائدة في الاقتصاد والازدهار وانماط الحياة الجميلة.
سوف ننطلق معاً, في قراءة بعض الفقرات من الصفحات التي خصصتها “فيولا” لنقل صورة مبهجة و ممتعة بنفس سياحي, يثير الاهتمام والفضولية عن بيروت التي اختصرت وصفها في بعض الأمكنة بأنها “مدينة المال الوفير” و”المدينة التي يمكنك العثور فيها على كل شيء. وهذا صحيح تمامًا”.
تقولا الكاتبة:”مع الاقتراب جوّاً من بيروت, يلمح المسافر منظرًا بانوراميًا يتألف من جبال ذات لون عسلي ممزوج بالأخضر, وقرى تتوزّع في ثناياها. ومن زرقة البحر المتوسط تبرز بيروت, وتتلألأ سطوح منازلها ذات القرميد الأحمر ومبانيها القديمة تحت أشعة الشمس الساطعة.
بعد الخروج من الطائرة, تدخل الى مطار مزدحم يخدم سبعا وثلاثين شركة طيران من ضمنهم ثلاث شركات لبنانية. شركة طيران الشرق الأوسط المملوكة للقطاع الخاص هي الشركة الوحيدة التي تحقق أرباحًا في الشرق الأوسط, وتُعتبر من العشرين الأوائل والأكبر في العالم.
يرمز هذا المطار إلى دور لبنان عبر العصور باعتباره مفترق طرق بين الشرق والغرب, وهو المحطة الرئيسية على طرق المواصلات بين أوروبا وآسيا.
بعد صخب الإجراءات المعتادة في المطار, يجد المرء أسطولًا من سيارات الأجرة التي تنتظر خارجا, وتحرص على نقل الركاب إلى بيروت. في السيارة كان الطريق على طول الكورنيش الواسع, ثم الجادة الساحلية والشواطئ البيضاء وترى المباني السكنية الحديثة تكتسح هذه المناطق, مع الفنادق والمطاعم المطلة على البحر.
في بيروت يمكن العثور على أماكن إقامة تناسب أي ذوق. هناك ستة وتسعين فندقاً مدرجين في دليل الفنادق لعام 1963 , والعديد منها قصور فاخرة. اما أكثر ما يتحدث عنه الناس, فهو فندق فينيسيا ، الذي صممه المهندس المعماري الأمريكي المعروف, إدوارد دوريل ستون, بتكلفة تسعة ملايين ونصف المليون دولار , واكتمل بناؤه في عام 1962, و يعتبره البعض الأفضل من بين كل الفنادق, مع حوض السباحة الدافئ, وسلالم متحركة سريعة تؤدي من رواق من المتاجر الفاخرة إلى الردهة الرئيسية المزينة بأناقة ونوافير كأنها فينيقية.
البعض الآخر, وهم التقليديون في تفكيرهم, فما زالوا يفضلون فندق السان جورج الذي يقوم على حافة البحر. هنا يمكن ان يقطع وجبة الغداء أو جلسة الشاي على “التراس” الفسيح نسمات سريعة تنبعث مع رذاذ خفيف منعش من البحر يطمس للحظات المشهد الرائع لخليج سان جورج, والجبال الضخمة التي تظهر بعيداً”.
________
(1) The land and people of Lebanon – Viola Hitti Winder.
**
يشعر المرء بالصدمة قليلاً من الازدحام في وسط بيروت , و لا يمكن وصفه الا بأنه صاخب للغاية. يشيرُ أهل بيروت أنفسهم إلى مدينتهم على أنها مرآب الشرق الأوسط, ولا أحد يجادل في هذه النقطة, فشوارع المدينة القديمة والضيقة والمتعرجة كانت في الأصل مخصصة لعربات تجرها الحيوانات التي لم تعد موجودة, وتختنق الشوارع الآن بالسيارات العالمية, و تتنافس فيها السيارات الرياضية القوية مع سيارات أمريكية خيالية لإشباع رغبة اللبنانيين التي لا تُقهر في الصعود الى الجبال بسرعة عالية.
وبعيدا عن زحمة السير, يلفت النظر جانباً آخراً, و هو انتشار البنايات الفاخرة ذات الشرفات الواسعة بعشوائية في أي مكان مُتاح, وبغياب واضح ومجنون لأي تخطيط.
سعر المتر المربع هنا, يساوي سعره في مانهاتن في نيويورك, فأموال النفط, لا تُستثمر فقط في العقارات, وانما أيضا في بناء العمارات الضخمة والفاخرة, والتي تظهر بشكل حاد يتناقض مع البيوت الصفراء الهادئة ذات الشرفات الواسعة والمحاطة بالحدائق المهجورة التي لا تزال موجودة في الاجزاء القديمة من المدينة وتذكّر بالزمن الماضي.
المدينة نابضة بالحياة, ومزدحمة وغير منظّمة, وتنبع حيويتها التجارية من طاقة وعمل مواطنيها, في دولة لا يوجد فيها موارد طبيعية باستثناء الموارد البشرية, حيث تُمّثل الطبقة الوسطى المُغامرة والمتعلّمة حوالي نصف السكان وهم المشغّلون للقوة الاقتصادية.
الاقتصاد هنا فريدٌ من نوعه, وعلى الرغم من زراعة الفاكهة والقمح على نطاق تجاري, الا ان الزراعة لا تشكلُ الا عشرين في المئة فقط من الدخل القومي. التجارة والسياحة والخدمات مثل التأمين والعقارات والمصارف هي التي تولّد الاقتصاد, وقد تجمعوا كلهم معًا في العاصمة.
يسمح المناخ الاقتصادي الحر للمبادرة الخاصة ان تنطلق مع حد أدنى من الرقابة الحكومية, وتوفّر حوافزَ جذّابة للمستثمرين والمودعين الأجانب.
بيروت هي مدينة المال الوفير التي أصبحت المركز المالي للشرق الأدنى. لقد خلق الاقتصاد الحيوي السليم فيها, مناخًا تجاريًا ملائمًا جذب رؤوس المال الغربية, فتجمّع رجال الأعمال من جميع البلدان حول وعاء العسل المالي.
أكثر من مئة وعشرين شركة تجارية أمريكية لها فروع في بيروت, إضافة الى المصارف المحلية الستة والثلاثين, حتى ان مصرف “انترا” اشترى مؤخرًا ناطحة سحاب جديدة في “أبر فيفث أفينيو” في مانهاتن لفرعه في الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك, هناك واحد وعشرون مصرفاً أجنبيًا بما في ذلك مصرف “موسكو نورودني”, و هو البنك الروسي الوحيد خارج الاتحاد السوفيتي.
**
قلب بيروت هو ساحة المدافع او البرج كما يعرفها المحليون, وتتألف من ساحة مربعة كبيرة مزروعة بالزهور وشجيرات صغيرة, إضافة الى بعض أشجار النخيل واعداد من السيارات المركونة.
حول هذه الساحة المركزية, طرقات عريضة تعج بالسيارات و الشاحنات و الحافلات وسيارات الأجرة, وابعد بقليل حيث محيطها الخارجي لهذه الطرقات, بنايات مكاتب يميل لونها الى البني وعليها لوحات نيون إعلانية.
على الأرصفة حشود مندفعة, يتوقف بعضها لوقت أطول امام صف المتاجر, او لشراء وجبة طعام خفيفة وسريعة. اما روائح أبخرة البنزين وتحميص الكستناء, وشحوم القلي والقهوة, فتختلط ببعضها وتتغلغل في ساحة البرج.
في منتصف احد الجوانب من هذه الساحة, يتفرع سوق الذهب. هنا مجموعة من مئات المحلات الصغيرة, تنتشر على جانبي الأزقة الخلابة المخصصة للمشاة, محلات تبيع الذهب والأحجار الكريمة بكميات كبيرة.
لن تجد في أي مكان آخر هذه المجموعة من الذهب واللؤلؤ والالماس والياقوت و الزمرد واليشم والعقيق والتوباز وهي محشورة في امكنة ضيقة كهذه. و المشترون يتجولون بين المحلات سائلين بأمل كبير عن الأسعار, التي وللأسف هي ثابتة بين الجميع, و المساومات قد لا تفيد.
طوال ساعات العمل الطويلة, كان كنز الأحجار الكريمة معروضاً بدون حماية في الواجهات الزجاجية حتى المساء, عندما تتدحرج الأبواب المعدنية الثقيلة بشكل صاخب, وتغلق واجهة كل متجر.
وفي المقلب الآخر من هذه الثروات, صدمة كبيرة ان تدخل عبر قوس الى الأسواق المجاورة, حيث ستجد صفوفا من الأكشاك المفتوحة التي تبيع الأحذية الرخيصة والصنادل الملونة المربوطة معًا والمعلّقة على أعمدة طويلة.
وفي أقل من مسافة ميل واحد من ساحة المدافع, تجد سوق الطويلة, و هو الشارع الضيق والمستقيم بشكل غير عادي. فيه أحذية وأزياء عالية الجودة ومجموعة متنوعة من المنتجات القادمة من دول العالم. من الممتع مشاهدة بلوزة ذات علامة تجارية أمريكية شهيرة معروضة مع قفازات إيطالية وتنورة فرنسية وسترة إنجليزية ومحافظ جيب مصنوعة محليًا . كل ذلك معروض الى جوار بعضه في نفس الواجهة (…).
في منتصف الطريق لنفس السوق, وعند الزاوية, يبيع متجر أقمشة كبير مجموعة متنوعة من الحرير والبياضات والقطن والصوف والمواد الاصطناعية المستوردة من كل بلد يمكن تخيله. وبعد بضعة متاجر, يبيع بوتيك صغير أنيق ربطات العنق الرجالية المستوردة والباهظة الثمن, والأوشحة والقمصان المصنوعة محليًا وفقًا للمواصفات الراقية. يقول الناس إنك إذا بحثت بجديّة كافية, يمكنك العثور على كل شيء في بيروت, وهذا صحيح تمامًا.
**
نزولا الى نهاية سوق الطويلة, حيث الواجهة البحرية, يوجد أحد أشهر المطاعم اللبنانية, العجمي. يقدّم طبقاً من الشاورما, وهي لحم الضأن المقطّع إلى شرائح رقيقة ومعبأة بإحكام على سيخ طويل ومشوية على الفحم. المقبلات هنا ذات تنوّع كبير, وتتكون من لفائف المعجنات المحشوة باللحم المفروم والبصل, أو السبانخ أو الجبن. وهناك الفاصوليا المتبلة وسلطة الشمندر, وورق العنب المحشي, ومتبّل الحمّص الحار, والباذنجان المقلي, والزيتون الأخضر والأسود, والمخللات. وبعد هذه المقبلات يأتيك طبق الكبّة, وهي احدى المأكولات الوطنية.
الحلويات بأشكالها تأتي بعد الوجبة ومنها ما يسمّى بأصابع العروس, وختامها مع طبق كبير من الفواكه الطازجة وتتضمن الدراق والتفاح والبرتقال والموز والمندرين اليوسفي والمشمش والكرز والتين والعنب و التمر والفريز والسفرجل والمانغا بحسب المواسم. وكما هو حال الفاكهة, فإن القهوة أيضا أساسية ولتقديمها وشربها طقوس, و هي محمّصة و مطحونة يومياً, وموجودة في كل مكان و في كل بيت سواء كان أصحابه اغنياء او فقراء, و تُقدّم أيضا لزوار المكاتب في ركوة تركية مزخرفة تفوح منها الرائحة الهائلة وهي على صينية نحاسية مع فناجين وكوب ماء بارد.
في بيروت تجد كل أنواع القهوة حتى الإيطالية والفرنسية والأميركية, وكما يتوفر الهامبرغر والهوت دوغ وفطيرة التفاح , ستجد مأكولات المطبخين الفرنسي والإيطالي المصنوعة من مكوّناتها المستوردة. وحيثما يذهب الزائر سيلقى الترحيب وعادات الضيافة اللبنانية التي ستجعله يشعر بحقيقة القول المأثور:”الطعام يساوي المودّة”.
بيروت لديها حياة ليلية صاخبة , ويزاحم المطاعم العديد من النوادي الليلية التي تقدّم لكل صاحب مزاج ما يهواه. هناك حوالي مائة نادي “ستريو” غير مكلف مع موسيقى رقص مسجلة تبدأ عملها مع مغيب الشمس. وهناك أيضا امكنة أخرى تتخذ من الطوابق السفلية, و لكنها مكلفة وفاخرة ومتميّزة, وتجتذب زبائنها بالعروض الموسيقية والمأكولات المتنوعة. ومع ذلك, فإن قبة التسلية الأكثر روعة على الإطلاق هي كازينو لبنان, على بعد اثني عشر ميلاً شمال بيروت, ويطلّ على خليج جونيه, وهو أكثر بكثير مما يوحي به اسمه. هو كازينو المقامرة بجميع أنواعها في أجواء مكلفة, ويضم مجمّع مطاعم ومطابخ تؤمن الطعام لثلاثة الاف زائر, ومسارح قدمت عروضا جادة لموليير وتينيسي وليام وثورنتون وايلدر ونويل كووارد, وشرفة راقية للاحتفالات المسائية.
أولئك الذين يفضلون السفر, سيجدون في بيروت مطلبهم, فهي نجمة سياحية مشعة, وهي المنتجع المفضل للمنطقة بأكملها بما فيها سكان الصحراء أيضًا, الذين يجدون في نسائم البحر ومياه الينابيع الجبلية واحة حقيقية. وغالبًا ما يأتي أثرياء النفط للاستمتاع بهذا الملاذ الذي يوفر مناخًا منعشًا, وبهجة وخدمات طبية ومزايا ثقافية.
تتكوّن مدينة بيروت التي تنبض بالحياة من مزيج من الجامعات وأكاديميات الفنون والفنادق والمطاعم والنوادي الليلية والمتاجر والمستودعات, ويتسم سكانها البالغ عددهم ستمئة الف نسمة بالحيوية والتنوع على حد سواء, بحيث لا يمكن العثور على فسيفساء مماثلة من الأديان والثقافات والأصول في مكان واحد آخر.
الشخصية اللبنانية النموذجية غير موجودة, فلكل واحد هنا وجهة نظره الخاصة وتطلعاته وهويته المنفصلة. التاجر الفينيقي والقس الماروني واللاجئ الأرميني والمثقف البيروتي والفلاح الدرزي والرجال القادمون من الجبال ومن السهول الداخلية, والنساء الأنيقات وكبار رجال الأعمال بهيئاتهم الأميركية يسيرون معًا على أرصفة بيروت, في صورة تفسّر سبب اهتمام الفرد بنفسه هنا الى حد كبير.
كرم الضيافة من السمات المشتركة لمعظم هؤلاء, والتحيات العابرة والمختصرة مستحيلة, لأنه في كل لقاء هناك تحيات قلبية, يتبعها العديد من الأسئلة والأجوبة المكررة حول صحة وأنشطة كل فرد من أفراد الأسرة. حتى في عالم الأعمال, الشعور بالود والخير يجب ان يعمّ الجو اثناء تبادل المجاملات على فنجان القهوة الالزامي قبل الشروع في العمل. يتسع التواصل الاجتماعي الطبيعي للبنانيين ويزداد دفئًا تجاه الأجانب, وخاصة الأميركيين, وربما يكون أحد أسباب هذا السلوك, هو أن كل شخص لديه قريب على الأقل في بروكلين أو ديترويت أو سان فرانسيسكو.
الأجانب ايضاً احبّوا اللبنانيين, لأنهم تقبّلوا العادات الغربية بحماس. إنهم متطورون ومتحررون في حياتهم الاجتماعية ، وتسلياتهم, وأساليب العمل والإدارة الرسمية, لدرجة أنهم اكتسبوا ذوقًا سريعًا ومتهورًا في بعض الأحيان لكل ما هو جديد وربما, غير مُبرّر. وعلى عكس السكان المقتصدون في كثير من الأحيان في العواصم المجاورة, لا يضبط البيروتيون بشكل عام انفسهم في إنفاق الأموال, وهم بتهوّر يشترون كل ما له دلالة على علوّ المكانة, من المجوهرات والسيارات والمنازل, حتى انه اصبح واضحا أن الاستهلاك هو أسلوب حياة لدى الكثيرين من الطبقات الوسطى والعليا.
الناس هنا, و على الرغم من تطورهم, يرتكزون على مفاهيم لا تتزعزع, و منها القوة الأساسية للروابط العائلية. تأتي العائلة دائمًا في المقام الأول, و هذا الشعور الذي يمتد الى الأقارب البعيدين, والاحترام الذي يظهرونه لبعضهم البعض هو أمر مؤثّر. والى جانب ذلك, يتماشى الاحترام التقليدي لكبار السنّ الذين, بعد سنّ معيّنة, يتمّ الترحيبُ بهم في منازل اولادهم الأكبر سنًا.
تساعد وحدة العائلة والفخر بها على تقوية الاقتناع بأن اسم العائلة الجيد لا يقل أهمية عن التعليم في تأهيل الشخص للزواج أو الحصول على منصب وظيفي مهم.
ولكن لا يخفى أنّ للبنانيين أيضا صفات سيئة. عقلية مستقلة وعاطفية, تميلُ إلى أن تصبح متقلّبة وغير متوقعة. يدفعهم مزيج من الغطرسة والكبرياء في بعض الأحيان بسهولة إلى موقف دفاعي, ويرفع مستوى حساسيتهم تجاه النقد, وعند مناقشة المشاكل السياسية, وهي هواية شعبية, يلقون اللوم دائما على الآخرين, و ينتقدون الأجنبي فوراً. ردود الفعل هذه, ربما تكون أعراض متأخرة تعبّر عن كبت نتجَ من بطش قوى اكبر كانت هنا في الماضي.
________
*باحث في التاريخ/ عضو جمعية تراثنا بيروت