صورة من شارع ويغان في منتصف الستينات وتبدو لوحة إعلانية عليها الرقم 4711, و كثر من الجيل الجديد لا يعلم ما هو هذا الرقم, و لا المنتج الذي يحمله.
تعالوا نأخذكم في رحلة منعشة ومهدئة للأعصاب, مع كولونيا 4711, التي تزيّنت بيروت بإسمها, و تعطّر رجالها ونساؤها من اهل النخبة بها لزمن طويل.
اطلق “ويلهلم مولهينز ” ماء كولونيا 4711, في عام ,1792 و يقال انه حصل على الوصفة الساحرة كهدية عرسه, من الكاهن الكاثوليكي “فرانز ماريا فارينا”, ولا يزال المزيج الدقيق للمكونات والزيوت الأساسية التي تضفي على العطر رائحته سرًا خاضعًا لحراسة مشددة حتى اليوم. ويقال ان ماء الكولونيا 4711 يحتوي على مزيج من زيوت أنواع متعددة من الحمضيات وأنواع البرتقال وزهورها. كما تحتوي أيضًا على زيوت اللافندر وإكليل الجبل والزعتر والأوريغانو والياسمين والزيتون والتبغ.
اما الرقم 4711, فقد اتى من نظام ترقيم البيوت والمباني الفرنسي للمناطق التي احتلها الفرنسيون في المانيا ومنها مدينة كولونيا, فاستخدم “مولهينز” الرقم 4711 والذي كان موجودا على المبنى الذي صنع فيه منتجه.
من الطرائف أيضا, ان هذه الكولونيا تبدّلت وجهة استخدامها عدة مرات, ومن ذلك ان الفرنسيين اهتموا بشدة بالوصفة السرية للمياه المعجزة القادمة من مدينة كولونيا الالمانية. وفي عام 1810 ، أمر نابليون بونابرت نفسه بالكشف عن وصفات وتركيبات ومكونات جميع المنتجات الصيدلانية في البلاد, والتي كانت 4711, تنتمي اليها. وللتهرب من الأمر وحماية الأسرار التجارية, بُدّلت على عجل تسمية “4711” من ماء كولونيا الى علاج للاستخدام الخارجي فقط, وكانت اُستخدمت سابقاً كمشروب صحي بخلطه مع أي مشروب آخر, و وصفته الشركة المنتجة بأنه منشّط ومحفّز.
على مر السنين ، نمت مجموعة منتجات العطور والصابون “4711” و وصلت الى العالمية واصبح لها عشّاق في كل مكان, بما في ذلك بيروت, عاصمة الاناقة والجمال.
________
*باحث في التاريخ/ عضو جمعية تراثنا بيروت