العقار رقم ١٠٠٢ – أشرفية يقع بالقرب من المتحف الوطني في بيروت في شارع مستشفى أوتيل ديو على الرصيف الأيمن منه.
لطالما مشيت بالقرب من هذا المبنى الذي أدهشني بتمثيله لطبيعة العمارة في فترة الانتداب الفرنسي، ولكن المشاهد بأن عمار الطابق الثاني وصولاً للرابع يعود لحقبة أحدث.
هذه العمارة التي تميّز البيوت في بيروت من خلال الزخارف الجميلة على الأعمدة أو الشرفات، والبلاط “السجاد” الذي يزيّن أروقتها وغرفها بدأت تتلاشى من هويتنا المعمارية، بحيث لا هوية للمعمار اللبناني/ البيروتي في عصرنا الحالي…تنظر لفوق لتتأمل ما تجده من عمار، بحيث يقال عن بيروت بأنها “جنة باطون” من بعد تآكل طبيعتها، ولا تجد من جمال معماري ليغطي عن جريمة كهذه.
ولكن كباقي العقارات الأثرية في بيروت، فهذا المبنى، ومن بعد الاستقصاء من سرديات المحليين والجيران القاطنين في الشارع ذاته، يتبيّن ان المبنى صُنِّفَ كمبنى أثري، ولا يوجد للملاك المال الكافي لترميمه، فكان العقار خالياً من السكان لمدة طويلة باستثناء الطابق الأرضي بسبب بعض المشكلات في الإجراءات العقارية. ولكن حالة المبنى المتدهورة وبعد الزلازل أدت لخلوها من الطابق الأرضي وخصوصاً بعد إصدار مرسوم بوجوب الإخلاء والترميم.
للأسف المبنى يعاني لاحتمال هجره وتركه لتآكل الزمن أو احتمال تخفيف الضغط على الطابقين الأول والثاني من العمارة التراثية الأصلية من خلال هدم الطابق الخامس والرابع. وهذا فقط احتمال، لأن المبنى صعب الترميم بحسب أقوال المحليين من بعد التقائهم بالمهندس المختص للمبنى في العقار المذكور.
وتجدر الإشارة بأن هناك مبنى قديم أيضاً خلفه يشغره رجل وامرأة مسنين، وفي حال هدم المبنى المقابل لهما سيسبب لهما ذلك أذىً كثيراً.
______
*مرشدة سياحية وناشطة مدنية وبيئية/ عضو جمعية تراثنا بيروت.