بيت طرزي: بيت تراثي بقلب غابة

إعداد وتصوير: سميرة عزّو*

عندما نفكر بالبيوت التراثية البيروتية، نتألم على الذي تدمّر من منازل وقصور عديدة وما تبقّى منها القليل المهجور المهمل. ومن هذه البيوت، بيت طرزي، المعروف في حي الأشرفية-فرن الحايك، متفرّع من شارع عبد الوهاب الانكليزي. ويعود للقرن التاسع عشر، بحيث المؤسس ل”Maison Tarazi” للفن الحرفي للأثاث في الشرق الأوسط، الفنان دميتري طرزي هو من سكنه، حتى تم بيع العقار سنة ١٩٦٠ ولم يعد لعائلة طرزي، ولكن يُعرَف البيت حتى الآن ببيت طرزي.

وعند تجوالي في الأشرفية، لاحظت بحائط مكسور جزء منه ويبدو ورائه الكثير من الخضار، ولقلّة المساحات الخضراء في بيروت، لفتني المنظر. فأتى ببالي حوار مع صديقة لي عن بيت في الاشرفية كما وصفته “بقلب غابة”. وعند دخولي العقار، انصدمت من كمية الشجر والنبات التي تستحوز العقار، بحيث من الاكيد انه مر من الدهر ما لا يقل عن ٢٠ سنة لينبت من هذه الكمية. وفيها من النبات ما لم أرى من قبل! ولكن يجب توخّي الحذر بالخطوات كي لا يتم المشي على أرضية غير ثابتة من التربة.

ومن بعد الوصول للبيت، التفت بالنظر لنوعية الحجر الصلب والذي صمد كل هذا الاهمال، بحيث لا سقف لمعظم الغرف، ولا بلاط، والشبابيك تغيّر ملامحها بدون الاباجور، والشجر اجتاح العقار. فلم أمر بمنزل بهذه الحالة من التآكل الزمني مسبقاً. بحيث التشققات على الحوائط من عوامل الرطوبة والأمطار والزلزال الحالي والانفجار في المرفأ… كل هذا وما زال شامخاً بالأساسات التي تبدو خطرة جداً، وتحتضر. غير ان الدخول المستمر للعقار من قبل مختلف الاشخاص يظهر في الرسوم على الحيطان من أشكال وألوان مختلفة. بحيث تعكس ترابط الشباب بتراث المهمل الحالي، فلا حسيب ولا رقيب.

والسؤال المهم هو، لمتى سيتم ترك هذه العقارات تنازع أجلها الغير معروف. فمن حق المالك استثمار العقار الذي ورثه او اشتراه، ولكن اذا تم تصنيفه كتراثي، فلا من وزارة ثقافة تكفل العقار لتدفع المالك مبلغها لكي يذهب في حال سبيله للاستثمار في عقار آخر. مثل المثل “لا معلّق ولا مطلّق”.

________

*مرشدة سياحية وناشطة مدنية وبيئية/ عضو جمعية تراثنا بيروت

error: Copyrighted Material! You cannot copy any content from this website